للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

موضعه، برد هذه اللفظة إلى بقية ألفاظ الحديث الواردة في معناها؛ فتبين أن المراد: إباحة تملكها والتصرف فيها، والله أعلم.

* ورواه قتيبة بن سعيد [ثقة ثبت]: حدثنا الليث، عن أيوب بن موسى، عن معاذ بن عبد الله، قال: عن عبد الله بن بسر، وكان قد صلى مع رسول الله القبلتين كلتاهما، أنه خرج إلى إفريقية، فلما كان ذات ليلة تخلف عن أصحابه، فلما أصبح وجد دينارا على الطريق، ثم تقدم فوجد آخر حتى جمع ثمانين دينارا، وإذا هو بأثر دابة تجر شيئا، ثم إنه لحق بأصحابه، فلما قدموا على عمر بن الخطاب ذكروا ذلك له، فقال عمر: أكثر ذكرها على باب المسجد ثلاثة أيام، فإن أتى باغيها فردها عليه، وإلا عرفها سنة، فإن أتى باغيها فردها عليه، وإلا فشأنك بها، قال: فعرفتها ثلاثة أيام، ثم عرفتها سنة، فلم يأت لها باغي، وكان لي امرأتين فكسوتهما منها، واستنفقت سائرها.

أخرجه ابن المنذر في الأوسط (١١/ ٣٨٨/ ٨٦٥٣).

وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات؛ لكن اختلف فيه على الليث بن سعد، وعلى معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني.

قلت: هذه القصة من رواية معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني: الأشبه أنها وقعت لأبي سعاد الجهني، هكذا رواه ابن جريج عن إسماعيل بن أمية، وتابعه على ذلك: عبد الله بن صالح عن الليث عن إسماعيل، ورواية عبد الله بن صالح كاتب الليث: أشبه بالصواب من رواية قتيبة بن سعيد، وإن كان قتيبة أثبت بكثير من أبي صالح كاتب الليث، ولعله دخل لقتيبة في هذا الحديث ما أدخله عليه: خالد المدائني في حديث معاذ بن جبل في الجمع بين الصلاتين، وقد رجحت هناك أيضا: رواية أبي صالح عن الليث، على رواية قتيبة عن الليث [راجع: فضل الرحيم الودود (١٣/٣٧/١٢٠٦)].

وقد روى إسماعيل بن أمية، وأيوب بن موسى: عن معاوية بن عبد الله بن بدر الجهني، عن أبيه عبد الله بن بدر الجهني، في قصته في اللقطة مع عمر، والتي وقعت في طريق الشام.

وقد اتفقا على ذلك، ولم يختلفا، وهو حديث صحيح، وواقعة مستقلة.

وهنا لو قلنا بأن رواية قتيبة محفوظة؛ فقد وقع الاختلاف بين إسماعيل بن أمية، وأيوب بن موسى، فجعل إسماعيل القصة لأبي سعاد الجهني، وفي طريق مصر، وجعل أيوب بن موسى القصة لعبد الله بن بسر، وفي طريق إفريقية؛ فهي واقعة أخرى غير الأولى، ولابد فيها من الترجيح لاستبعاد وقوع نفس هذه القصة العجيبة مرتين لصحابيين مختلفين، مع اتحاد المخرج، والله أعلم.

والذي يجعلني أميل إلى كون رواية إسماعيل هي المحفوظة: أمران؛ الأول: اتفاق ابن جريج والليث بن سعد عن إسماعيل بن أمية بجعل القصة لأبي سعاد الجهني، والاثنان أبعد من الوهم من الواحد، والثاني: إمكان دخول التحريف على اسم عبد الله بن بسر، فيرجع إلى عبد الله بن بدر صاحب القصة الأولى، وهي من رواية أيوب بن موسى

<<  <  ج: ص:  >  >>