للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

عمرو بن سعيد، عن معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني [تابعي]، مدني، صدوق، وثقه جماعة، من الطبقة الرابعة، عن أبي سعاد صاحب رسول الله ، أنه قال: أقبلت من مصر وكنت ذا عقبة من مشي، فنزلت أمشي، فلما تبلج الصبح إذا أنا بأثر بغلة تجر رسنها، وإذا بذهب منثور على أثرها، قال: فجعلت أجمعها حتى جمعت سبعين ديناراً، ثم أتيت بها عمر بن الخطاب، فقال: عرفها سنة؛ فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها، قال: فعرفتها سنة، ثم أنفقتها على امرأتي.

أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (٣٥٠).

وأخاف أن تكون زيادة عمرو بن سعيد في هذا الإسناد مدرجة، فإنني لم أقف على من اسمه عمرو بن سعيد من هذه الطبقة ممن يروي عن معاذ، أو يروي عنه إسماعيل بن أمية.

* وقد روى هذا الحديث عن إسماعيل بن أمية: ابن جريج، وهو: ثقة حافظ، بلدي لإسماعيل، واختلف عليه فيه، لكن يمكن الاستفادة من روايته بإسقاط عمرو بن سعيد هذا من الإسناد، وأن إسماعيل بن أمية قد سمعه من معاذ بن عبد الله بن حبيب، والتاريخ يؤيد ذلك؛ فإن بين وفاتيهما ما يزيد على عشرين سنة بقليل.

أخرجه عبد الرزاق (١٠/ ١٣٦/ ١٨٦٢١)، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (٤/ ١٩٨/ ٣٢٢٢).

والأشبه عندي رواية أبي أحمد الحاكم، من طريق: حجاج بن محمد [ثقة ثبت]، من أثبت أصحاب ابن جريج، عن ابن جريج، قال: حدثني إسماعيل بن أمية؛ أن معاذ بن عبد الله بن حبيب من جهينة [أخبره]، عن أبي سعاد من جهينة - أبو سعاد من أصحاب رسول الله ؛ أنه أقبل من مصر فوجد ذهبة، كأنها انتثرت من ركب عامدين لمصر، فجعل يتتبع الذهب، حتى رجع إلى مصر ويلقطها، حتى انقطع من أصحابه، وخاف أن يهلك، وقد جمع سبعين ديناراً، فجاء بها عمر بن الخطاب، فقال: عرفها سنة، وإلا فهي لك، قال: ففعلت فلم تعرف، فأخذتها.

وانظر: فتح الباب (٣٧٠٠)، الاستغناء لابن عبد البر (٣١١)، الاستيعاب (٤/ ١٦٦٨)، الإصابة (٧/ ١٤٣).

ومتن الروايتين متقارب، ولا مخالفة بينهما، وتقدم رواية ابن جريج [من رواية حجاج عنه]؛ لاختصاصه بإسماعيل بن أمية؛ ولإثبات السماع فيها؛ فيصح بها الإسناد، وبه: يكون موقوفاً على عمر بإسناد صحيح.

وهذه الرواية متابعة لما ثبت عن عمر في سنة اللقطة، وتعريفها سنة، وإباحة تملكها بعد تعريفها سنة.

وهذا صريح في أن الصحابي قد فهم من قول عمر: فشأنك بها؛ إباحة تملكها؛ وليس كما قال مالك: يتصدق بها، وفهم الصحابي أولى، وقد سبق تفسير ذلك في

<<  <  ج: ص:  >  >>