بطريق الشام، ووجد صُرَّة فيها ثمانون ديناراً، فذكرها لعمر بن الخطاب، فقال له عمر: عرّفها على أبواب المساجد، واذكرها لكل من يقدم من الشام سنة، فإذا مضت السنة، فشأنك بها.
هكذا رواه مالك وأبو خالد الأحمر، وخالفهما حماد في موضعين: فقال: مائة دينار، وقال: عرفها عاماً، ثم قال: عرفها ثلاثة أعوام؛ والصواب: رواية مالك؛ أخطأ حماد.
أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٣٠٤/ ٢٢٠٥ - رواية يحيى الليثي)(١٤٢٣ - رواية القعنبي)(٢٩٧٦ - رواية أبي مصعب)(٣٦٠ - رواية ابن وهب وابن القاسم، جمع ابن جوصا)(٣/ ٣٣٣/ ٢٧٢٦ - رواية ابن بكير)(٢٩٩ - رواية الحدثاني)، وعنه: الشافعي في الأم (٨/ ٦٢١/ ٣٧٧٨)، وفي المسند (٢٢١)، وابن أبي شيبة (٤/ ٤١٧/ ٢١٦٦٢)(١٢/ ١٣٥/ ٢٣٠٢٧ - ط الشثري)، وابن المنذر في الأوسط (١١/ ٣٨٦/ ٨٦٥٠) و (١١/ ٣٨٨/ ٨٦٥٤) و (١١/ ٣٩١/ ٨٦٦٠)، والطحاوي في المشكل (١٢/ ١١٨)، والبيهقي في السنن (٦/ ١٩٣)، وفي المعرفة (٩/ ٧٩/ ١٢٤١٢)، وفي الخلافيات (٣/ ٤٦٦ - مختصره).
وقع في رواية ابن وهب وحده (٣٦١): «قال مالك: إذا عرف الرجل لقطة سنة، ثم أكلها، ثم جاء صاحبها، فإنه يغرمها له».
* ورواه شعبة، عن أيوب بن موسى، عن عبد الله بن زيد، عن أبيه؛ أنه أتى عمر بصرة فيها ألف درهم فقال: إني قد عرفتها، فلم أجد من يعرفها، فقال له عمر: عرفها سنة، فإن وجدت ربها، وإلا فاستمتع بها.
أخرجه الطحاوي في المشكل (١٢/ ١١٩).
قال الطحاوي:«فاختلف مالك وشعبة على أيوب بن موسى في اسم الرجل الذي حدثهما عنه هذا الحديث، وفي اسم أبيه، فقال كل واحد منهما في روايته إياه عنه ما قد ذكرناه في روايته إياه عنه، والله أعلم بالصواب في ذلك، ما هو؟».
قلت: رواية مالك أشبه بالصواب؛ فإنه من رواية الحجازيين بعضهم عن بعض، بخلاف رواية الغرباء عنهم، ومالك أعلم بحديث أهل الحجاز من غيره، فضلاً عن كونه قد توبع على قوله من رواية يحيى بن سعيد الأنصاري؛ فدل على أن إسناده هو المحفوظ، والله أعلم.
وانظر: المطالب العالية (٧/ ٤٢٥/ ١٤٨٢)[ومعتمر بن سليمان: بصري].
والحاصل فإن هذا موقوف على عمر بإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، ومعاوية بن عبد الله بن بدر الجهني: قال ابن سعد: «مات قديماً، وكانت له سن عالية، ولقي عامة أصحاب رسول الله ﷺ»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:«كان يفتي بالمدينة»، وكونه تابعياً كان يفتي بالمدينة يدل على أنه طلب العلم، وكان من أهله، حتى تصدر للفتوى، وأخوه: بعجة: تابعي ثقة مشهور، روى له الشيخان، فدل على أنه كان من بيت علم؛ ثم إن