سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وقد اقترن بها في هذه الرواية ما يزيد الأمر بياناً، حيث قال: «ثم عرّفها سنةً، فإن لم تُعرف فاستنفقها، ولتكن وديعةً عندك، فإن جاء طالبها يوماً من الدهر فأدّها إليه»، فأمره بالانتفاع بها، والتصرف فيها بعد سنة من تعريفها، لكن على أن تكون في معنى الوديعة؛ وأنها مؤداة لصاحبها إن جاء يطلبها يوماً من الدهر، والله أعلم.
٢ - ورواه حماد بن سلمة: حدثني يحيى بن سعيد، وربيعة الرأي بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني؛ أن رجلاً سأل النبي ﷺ عن ضالة الإبل، فقال: «ما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها، دعها تأكل من الشجر، وترد على الماء، حتى يأتيها باغيها».
وسئل عن ضالة الغنم، قال: «خذها؛ فإنما هي لك، أو لأخيك، أو للذئب».
وسأله عن اللقطة، قال: «اعرف عفاصها، ووكاءها، وعددها، ثم عرفها عاماً، فإن جاء صاحبها، فعرف عفاصها، وعددها، ووكاءها؛ فأعطه إياها».
وهو حديث صحيح، أخرجه مسلم (٦/ ١٧٢٢)، ولم يسق لفظه تاماً، وهذا لفظ النسائي، وسيأتي برقم (١٧٠٨).
٣ - ورواه علي بن عبد الله ابن المديني، والحميدي، وأحمد بن حنبل وهم ثلاثة من الأئمة، من أثبت الناس في ابن عيينة، وإسحاق بن إسماعيل الأيلي [صدوق]، وإسحاق بن أبي إسرائيل [ابن كامجرا: ثقة]، وزياد بن أيوب [دلوية: ثقة حافظ]، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم [ثقة]:
حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد مولى المنبعث؛ أن النبي ﷺ سئل عن ضالة الغنم، فقال: «خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب».
وسئل عن ضالة الإبل، فغضب واحمرت وجنتاه، وقال: «ما لك ولها، معها الحذاء والسقاء، تشرب الماء وتأكل الشجر، حتى يلقاها ربها».
وسئل عن اللقطة، فقال: «اعرف وكاءها وعفاصها، وعرّفها سنة، فإن جاء من يعرفها، وإلا فاخلطها بمالك».
قال سفيان: فلقيت ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال سفيان: ولم أحفظ عنه شيئاً غير هذا، فقلت: أرأيت حديث يزيد مولى المنبعث في أمر الضالة، هو عن زيد بن خالد؟ قال: نعم، قال يحيى: ويقول ربيعة: عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد، قال سفيان: فلقيت ربيعة فقلت له. لفظ ابن المديني [عند البخاري].
ولفظ أحمد: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد مولى المنبعث، قال يحيى: أخبرني ربيعة، أنه قال: عن زيد بن خالد، فسألت ربيعة، فقال: أخبرنيه عن زيد بن خالد: سئل النبي ﷺ عن ضالة الإبل، فغضب واحمرت وجنتاه، وقال: «ما لك ولها، معها الحذاء والسقاء، ترد الماء، وتأكل الشجر، حتى يجيء ربها».