وعليه: فهو إسناد لا بأس به في المتابعات.
و - ورواه عبد الله بن إدريس [كوفي، ثقة ثبت، فقيه عابد، من أصحاب الأعمش]، عن وفي رواية: حدثنا الأعمش [كوفي، ثقة حافظ، من الخامسة]، عن الحكم بن عتيبة [كوفي، ثقة ثبت، من الخامسة]، عن عروة، عن عائشة؛ أن سائلاً سأل، قالت: فأمرتُ الخادم فأخرج له شيئاً، قالت: فقال النبي ﷺ لها: «يا عائشة لا تحصي فيحصي الله عليك».
وفي رواية: قالت: جاءها سائل فأمرت له عائشة بشيء، فلما جاء الخادم دعتها فنظرت، فقال لها رسول الله ﷺ: «أوما يخرج شيء إلا بعلمك؟»، قالت: إني لأعلم، قال: «لا تحصي فيحصي الله عليك».
وفي رواية: جاء سائل فأخرجت له الخادمة شيئاً، فقلت لها: لا تخرجي الشيء إلا بعلمي، فقال رسول الله ﷺ: «لا تحصي فيحصي الله عليك». واللفظ السابق أشبه.
أخرجه أحمد (٦/ ٧٠)، وابنه عبد الله في زياداته على المسند (٦/ ٧٠)، وأبو يعلى (٧/ ٤٤٠/ ٤٤٦٣)، وابن حبان (٨/ ١٥٢/ ٣٣٦٥)، والبيهقي في الشعب (٦/ ٥٤/ ٣١٦٣). [الإتحاف (١٧/ ١١٦/ ٢١٩٦٨)، المسند المصنف (٣٧/ ٤٢٠/ ١٧٩٩٨)].
وهذا إسناد مدني، ثم كوفي، صحيح، وهو حديث صحيح، وهو متابعة قوية لحديث: أمية بن هند، عن أبي أمامة، عن عائشة، تدل على ضبط أمية بن هند لما رواه؛ فيصحح حديثه، والله أعلم.
ز - ورواه سريج بن النعمان [بغدادي، ثقة]، وداود بن عمرو الضبي [بغدادي، ثقة]:
ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ أنها قالت: يا ابن أختي! قال لي رسول الله ﷺ: «يا عائشة لا تحصي فيحصي الله عليك».
أخرجه أحمد (٦/ ١٠٨)، وابن عدي في الكامل (٥/ ٤٥٠). [المسند المصنف (٣٧/ ١٧٩٩٨/ ٤٢٠)].
قلت: عبد الرحمن بن أبي الزناد: حديثه بالمدينة: صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون؛ إلا ما كان من رواية سليمان بن داود الهاشمي؛ فأحاديثه عنه حسان، وليس هذا من الأول ولا الأخير؛ بل هو مما أفسده البغداديون. [انظر: فضل الرحيم الودود (٨/٢٥٩/٧٤٤) و (٢/١٧٠/١٤٨)].
ويبدو لي أن عبد الرحمن بن أبي الزناد قد وهم فيه على هشام بن عروة، وسلك فيه الجادة والطريق السهل.
وهذا الحديث قد رواه: عبدة بن سليمان، وعبد الله بن نمير، ووكيع بن الجراح، ومحمد بن بشر، وحفص بن غياث وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وعلي بن مسهر، ومحاضر بن المورع، ومالك بن سعير بن الخمس [وهم ثقات، أكثرهم أثبات]:
حدثنا هشام بن عروة، عن فاطمة ابنة المنذر زاد محمد بن بشر، وأبو معاوية: