كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ٤٦ - باب في الشح - ج: 22 - ص: 443

(١٤٢)، التاريخ الكبير (٢/٩)، الجرح والتعديل (٢/ ٣٠١)، الثقات (٤/٤١) و (٦/ ٧٠)، الميزان (١/ ٢٧٦)، التهذيب (١/ ١٨٩)]، ويحتمل مثله في المتابعات، ويقبل حديثه إذا استقام.

والأصل الاحتجاج بهذا الإسناد؛ إلا أن يكون في المتن أو الإسناد ما يدل على وقوع وهم فيه، فعندئذ نحمل الوهم على وقوع تدليس في إسناده، قال البرذعي: «قال لي أبو زرعة: خالد بن يزيد المصري، وسعيد بن أبي هلال: صدوقان، وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما، قال أبو حاتم: أخاف أن يكون بعضها مراسيل، عن ابن أبي فروة وابن سمعان»، قال ابن رجب: «يعني: مدلسة عنهما» [سؤالات البرذعي (٣٦١)، شرح علل الترمذي (٢/ ٨٦٧)، الفتح لابن رجب (٤/ ٣٦٧)، الميزان (٢/ ١٦٢)، التهذيب (٢/٤٨)، وانظر بعض أوهامه علل الدارقطني (١٠/١٠/١٨١٩) و (١٢/٣٥/٢٣٧٩)] [وقد تقدم الكلام عن هذا الإسناد بتفصيل في مواضع، انظر منها مثلاً: فضل الرحيم الودود (٨/ ٥٢٦/ ٧٨٨) و (٩/ ٩٥/ ٨١٦) و (١٢/ ٣٠٦/ ١١٦٨) و (١٥/ ٢٠٧/ ١٣٢٧)].

كلام أبي زرعة وأبي حاتم لا يحمل على الرد المطلق لكل ما جاء بهذه السلسلة، وإنما ترد منها الأحاديث المنكرة، أو ما ثبت لنا بالقرائن وقوع الوهم فيه؛ دون الأحاديث التي استقامت متونها وعرفت مخارجها، وهذا منها، وقد أخرج لهما البخاري ومسلم، والله أعلم.

فهو حديث صحيح، وفيه قصة تدل على ضبط راويها، وقد روي من وجه آخر عن أمية بن هند، وله متابعة أخرى بإسناد صحيح، والله أعلم.

• رواه محمد بن ناصح [أبو عبد الله البغدادي: روى عنه جماعة من المصنفين، ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً. تاريخ بغداد (٤/ ٥١٩ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٥/ ٩٣٣ ط الغرب)، قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة [بصري، لا بأس به]، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز - وهو عندي: عبد الله بن عبد العزيز - كذا قال البزار]، قال: حدثني أمية بن هند عن أبي أمامة بن سهل، قال: دخلت أنا وأبو سلمة بن عبد الرحمن على عائشة، فأخبرتنا عائشة؛ أن مسكيناً جاء على الباب، ورسول الله ﷺ جالس، فأمرت امرأة كانت عندي أن تناوله شيئاً، فلما أخذته لتناوله المسكين، قلت: هلمي حتى أنظر، فقال: «يا عائشة ما يخرج شيء إلا بعلمك؟»، قلت: لا يخرج شيء إلا بعلمي، قال: «لا تحصي فيحصي الله عليك».

أخرجه البزار (١٨/١٩٧/١٨٠).

قال البزار: «ولا نعلم أسند أبو أمامة عن عائشة ﵂؛ إلا هذا الحديث، وله طريق آخر عن أبي أمامة».

قلت: الأشبه عندي أن الراوي عن أمية بن هند هو: عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عثمان بن حنيف الأنصاري الأوسي الأمامي المدني، وهو: ليس بالقوي. [انظر: التهذيب (٢/ ٥٢٨)، الميزان (٢/ ٥٧٧)].