هكذا رواه عبيد الله مرسلا.
• وقال وكيع بن الجراح، وعبد الله بن وهب [وهما ثقتان حافظان]:
حدثنا أسامة بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن [وقال ابن وهب: أن] أسماء بنت أبي بكر، قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا توعي فيوعي الله عليك».
أخرجه أحمد (٦/ ٣٥٣)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٠٤/ ٢٧٩). [المسند المصنف (٣٦/٢٣/ ١٧٢٧٤)].
قلت: محمد بن المنكدر: تابعي، ثقة، من الطبقة الثالثة، مات سنة (١٣٠)؛ يعني: أن بين وفاته ووفاة أسماء ما يزيد على (٥٥) سنة، ولا يعرف له سماع من أسماء، وليس له رواية عنها في الكتب الستة، والأشبه أن روايته عنها مرسلة، بل الإرسال بين في رواية عبيد الله بن موسى، وصورته مرسل في رواية ابن وهب، والله أعلم.
وأسامة بن زيد الليثي مولاهم: صدوق، صحيح الكتاب، إلا أنه يخطئ إذا حدث من حفظه، وقد أنكروا عليه أحاديث [تقدمت ترجمته مفصلة عند الأحاديث رقم (٣٩٤ و ٦٠٠ و ٦١٩)، وانظر: ما تحت الحديث رقم (١٥٩٣)].
والحاصل: فإن هذا ضعف يسير، ينجبر ببقية طرق الحديث، والله أعلم.
• وله أسانيد أخرى متكلم فيها بالإرسال وغيره، منها: ما أخرجه الطبراني في الكبير (٢٤/ ٩١/ ٢٤٢)
• قال الخطابي في أعلام الحديث (١/ ٧٦٦): «الإيكاء: شد الوعاء بالوكاء، وهو الخيط الذي يشد به رأس الوعاء والقربة ونحوهما.
يقول: لا تبخلي؛ فتدخري الموجود ضنا به، ولا تقتري في الواجب، فيقتر عليك، ويقطع المادة عنك، وهذا كقوله: «لا تحصي فيحصى عليك»».
وقال أيضا (٢/ ١٢٨٣): «قوله: «لا توعي»، يريد: لا تخبئي الشيء في الوعاء، فتدخريه ولا تنفقيه، يقال: أوعيت الشيء إذا جعلته في الوعا، ومنه قوله سبحانه: ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾ [المعارج: ١٨].
يقول: إن مادة الرزق متصلة باتصال النفقة، ومنقطعة بانقطاعها، فلا تمنعي فضل الزاد فتحرمي مادة الرزق، وكذلك قوله: «لا تحصي فيحصي الله عليك»، وذلك أنها تحصي ما تحصي للتبقية والذخر، فيحصى عليها بقطع البركة، ومنع الزيادة، وقد يكون مرجع الإحصاء إلى المحاسبة عليه، والمناقشة في الآخرة».
وقال في المعالم (٢/ ٨٤): «معناه: أعطي من نصيبك منه، ولا توكي؛ أي: لا تدخري، والإيكاء شد رأس الوعاء بالوكاء، وهو الرباط الذي يربط به، يقول: لا تمنعي ما في يدك فتنقطع مادة بركة الرزق عنك.
وفيه وجه آخر: وهو أن صاحب البيت إذا أدخل الشيء بيته؛ كان ذلك في العرف مفوضا إلى ربة المنزل، فهي تنفق منه بقدر الحاجة في الوقت، وربما تدخر منه الشيء.