وأما زيادة: فقام هو أو آخر، فقال: يا رسول الله، أي الجهاد أفضل؟ قال:«من عُقِرَ جَوَادُهُ، وأُهْرِيقَ دَمُهُ»؛ فهي زيادة ثابتة، حيث أتى بها وكيع في روايته عن المسعودي، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.
كما روى وكيع عن المسعودي أيضاً طرف الهجرة في حديث مستقل [عند أحمد (٢/ ١٩٣): أي الهجرة أفضل؟ قال:«أن تهجر ما كره ربك، وهما هجرتان: هجرة الحاضر، وهجرة البادي، فأما هجرة البادي: فيطيع إذا أمر، ويجيب إذا دُعِي، وأما هجرة الحاضر: فهو أشدهما بلية، وأعظمهما أجراً».
أخرجه أحمد (٢/ ١٩١)(٣/ ١٤٢٩/ ٦٩١٠ - ط المكنز)، و (٢/ ١٩٣)، وابن أبي عمر العدني في الإيمان (٧٥)، وابن أبي الدنيا في الصمت (٣١٨)، والحارث بن أبي أسامة (٦١١ - بغية الباحث)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٦٣٦)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ١٠٧/ ١٧٦ - مسند عمر)، وأبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه (١٤١). [الإتحاف (٩/ ٦٦٥/ ١٢١٥٣)، المسند المصنف (١٧/ ٣٤٨/ ٨١٧٨)].
• خالفهم: علي بن الجعد [ثقة ثبت، ممن سمع من المسعودي بعد الاختلاط]: أخبرنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مالك، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: «إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة».
أخرجه ابن أبي الدنيا في الأهوال (١٤٣).
قلت: عبد الله بن مالك هو: أبو كثير الزبيدي - على قول -، والصحيح في اسم أبي كثير: زهير بن الأقمر، كما جاء ذلك في رواية شعبة والأعمش، ولعل الوهم دخل فيه من جهة تحديث المسعودي به بعد الاختلاط، والله أعلم.
• ورواه علي بن الجعد أيضاً: أخبرني المسعودي، وقيس بن الربيع، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مالك، أو: عن عبد الله بن مالك، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن عمرو ﵄، قال: قال رسول الله ﷺ: «إياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش». وفي رواية: قال رجل: يا رسول الله، أي الإسلام أفضل؟ قال:«أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك».
أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (٣١٧)، وفي ذم الغيبة والنميمة (٨٠).
قلت: وهذا من تخليط المسعودي؛ إذ حدث به بعد الاختلاط؛ فلا يعتمد عليه، وقيس بن الربيع: ليس بالقوي، والله أعلم.
ج - ورواه فضيل بن عياض [ثقة عابد إمام، مكثر عن الأعمش][وعنه: حسين بن علي الجعفي، وهو ثقة]، وسفيان الثوري [وعنه: عصام بن يزيد بن عجلان، قال ابن حبان:«ينفرد ويخالف، وكان صدوقاً، حديثه عند الأصبهانيين». الجرح والتعديل