الكبير (٤/ ٢٩٢)، وهو: ثقة، كان قد اختلط، وسماع من سمع منه قبل الاختلاط صحيح، وزياد بن سعد، وابن جريج: ممن سمع منه قبل الاختلاط. [انظر: التهذيب (٢/ ٢٠١)، الكواكب النيرات (٣٣)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٤٩)].
فهو حديث صحيح.
• ورواه معمر بن راشد، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس ﵄، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: ١] قال: إن الرحم لتقطع، وإن النعمة لتكفر، وإن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء أبداً، ثم قرأ: ﴿لَّوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ [الأنفال: ٦٣].
قال: وقال رسول الله ﷺ: «الرحم شجنة من الرحمن، وإنها تجيء يوم القيامة تتكلم بلسان طلق ذلق؛ فمن أشارت إليه بوصل وصله الله، ومن أشارت إليه بقطع قطعه الله».
أخرج منه موضع الشاهد: الحاكم (٢/ ٣٠١ - ٣٠٢) (٤/ ١٥٥/ ٣٢١٨ - ط الميمان). [الإتحاف (٧/ ٢٩٩/ ٧٨٥٣)].
قلت: هو في جامع معمر مرسلاً:
رواه معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الرحم شجنة من الرحمن، تجيء يوم القيامة لها أجنحة تحت العرش، تكلم بلسان طلق ذلق؛ تقول: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني».
أخرجه معمر في الجامع (١١/ ١٧٠/ ٢٠٢٣٠) و (١١/ ١٧٣/ ٢٠٢٣٩)، ومن طريقه: البيهقي في الشعب (١٢/١٠ /٧٥٦٢).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة».
قلت: المرسل أشبه بالصواب، ومعمر بن راشد: ثقة ثبت، من أثبت الناس في عبد الله بن طاووس، فهو مرسل بإسناد صحيح، وهو شاهد صالح لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص، المتقدم.
• ورواه الجارود [الجارود بن معاذ السلمي الترمذي: ثقة]، قال: حدثنا جرير [جرير بن عبد الحميد: كوفي، ثقة]، عن قابوس، عن أبيه [أبو ظبيان حصين بن جندب: ثقة، من الثانية، سمع ابن عباس]، عن ابن عباس ﵄، قال: «الرحم معلقة بالعرش، فإذا أتاها الواصل، بشت به وكلمته، إذا أتاها القاطع، احتجبت منه».
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٢/ ٧٧٦/ ٨٤٧).
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد ضعيف؛ قابوس بن أبي ظبيان: ليس بالقوي، لين الحديث، لا يحتج به، ربما انفرد عن أبيه بما لا أصل له، قال جرير بن عبد الحميد: «أتينا قابوس بعد فساده»، وقال أيضاً: «نفق قابوس، نفق قابوس»، وقال أيضاً: «لم يكن قابوس من النقد الجيد»، وقال ابن حبان: «يروي عن أبيه، وأبوه ثقة، روى عنه الثوري وأهل الكوفة، كان رديء الحفظ، يتفرد عن أبيه بما لا أصل له، ربما رفع المراسيل،