كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ٤٥ - باب في صلة الرحم - ج: 22 - ص: 397

المشهور: «الرحم شجنة من الرحمن، فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله» ﴿﴾. والبيهقي في الشعب (١٠/ ٦٢٨٤/ ٢٠٠)، وفي الآداب (١٢٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٢/ ٢٩٣)، وابن الجوزي في البر والصلة (٢٦)، والضياء في المختارة (٣/ ١١٠٥/ ٣٠٤) و (٣/ ١١٠٧/ ١١٠٥). [الإتحاف (٥/ ٥٢٠/ ٥٨٧٢) و (٥/ ٥٢٦/ ٥٨٨٢)، المسند المصنف (٩/ ٢٣٨/ ٤٤٤٣)].

قال البزار: «لا نعلمه يروى عن سعيد بن زيد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد».

وقال الحاكم: «وهذه الأحاديث كلها صحيحة».

وقال الذهبي في تهذيب سنن البيهقي الكبير (٣/ ١٤٢٥/ ٦٣٧٩) في حديث آخر غير هذا، بهذا الإسناد: «إسناده صالح».

قلت: هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، ونوفل بن مساحق القرشي العامري المدني: ولي القضاء بالمدينة، وهو ثقة، قيل: مات سنة (٧٤)، وقيل: بعد (٨٦)، ولم يذكر البخاري له سماعاً من سعيد بن زيد، وهو مقل من الحديث [طبقات ابن سعد (٥/ ٢٤٢)، التاريخ الكبير (٨/ ١٠٩)، الجرح والتعديل (٨/ ٤٨٨)، الثقات (٥/ ٤٧٨)، الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (٤/ ٩٤/ ٣٠٥٢)، تاريخ الإسلام (٢/ ١٠١٣)، إكمال مغلطاي (١٢/ ٩٩)، التهذيب (٤/ ٢٥٠)]، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي: أحد العشرة المبشرين بالجنة، مات سنة خمسين، أو بعدها بقليل، ولا يُعرف لمساحق سماع من سعيد بن زيد [وجدت له سماعاً عند المخلص في العاشر من فوائده (١٤٣)، ولا يثبت إسناده]، وإن كان معاصراً له، فقد أدركه، إذ بين وفاتيهما ما يزيد على عشرين إلى ثلاثين سنة، وطرفه الأول: له شواهد تقدم ذكرها، وأما قوله: «فمن قطعها حرم الله عليه الجنة»، فيشهد له حديث جبير بن مطعم مرفوعاً: «لا يدخل الجنةَ قاطع» [متفق عليه. البخاري (٥٩٨٤)، مسلم (٢٥٥٦)، ويأتي عند أبي داود بعد حديثنا هذا برقم (١٦٩٦)]، فهو حديث حسن بشواهده، والله أعلم.

٦ - حديث ابن مسعود:

رواه محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «الرحم شجنة، آخذة بحجزة الرحمن يوم القيامة، لها لسان ذلق، تقول: يا رب! صل من وصلني، واقطع من قطعني».

أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١٧٣ - الجزء المفقود).

قلت: إسناده فيمن فوق ابن إسحاق: صحيح، ومحمد بن إسحاق: قديم الوفاة [توفي سنة (١٥٠)]، من الطبقة الخامسة، فهو أقدم وفاة من جماعة سمعوا من عطاء قبل اختلاطه مثل: سفيان الثوري، وشعبة، وزهير، وزائدة، وحماد بن زيد، لكن لم يذكر فيه ابن إسحاق سماعاً، والراوي عنه: سلمة بن الفضل الأبرش الرازي: ثبت في ابن إسحاق،