كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ٤٥ - باب في صلة الرحم - ج: 22 - ص: 395

وقال الذهبي في ترجمة عمرو بن شعيب من السير (٥/ ١٧٧): «قلت: الضعفاء الراوون عنه مثل: المثنى بن الصباح، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، وحجاج بن أرطاة، وابن لهيعة، وإسحاق بن أبي فروة، والضحاك بن حمزة، ونحوهم، فإذا انفرد هذا الضرب عنه بشيء، ضعف نخاعه، ولم يحتج به، بل وإذا روى عنه رجل مختلف فيه؛ كأسامة بن زيد، وهشام بن سعد، وابن إسحاق: ففي النفس منه، والأولى أن لا يحتج به، بخلاف رواية حسين المعلم، وسليمان بن موسى الفقيه، وأيوب السختياني، فالأولى أن يحتج بذلك؛ إن لم يكن اللفظ شاذاً ولا منكراً.

فقد قال أحمد بن حنبل إمام الجماعة: له أشياء مناكير».

قلت: فهو حديث منكر بهذا السياق.

و - ورواه أبو الزنباع روح بن الفرج [القطان المصري: ثقة، وقد يتفرد بما لا يتابع عليه. راجع ترجمته تحت الحديث رقم (٤٣٦)]، قال: ثنا عبد الله بن محمد الفهمي [عبد الله بن محمد بن إسحاق بن عبيد بن سويد الفهمي البيطاري المصري: ثقة. الجرح والتعديل (٥/ ١٦٠)، الثقات (٨/ ٣٤٣)، الأنساب (٢/ ٣٧٠)، تاريخ الإسلام (٥/ ٨٥٤ - ط الغرب)، الثقات لابن قطلوبغا (٦/ ١٠٥)]، قال: ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري مصري، صدوق، من الرابعة، عن أبي عبد الرحمن الحبلي [عبد الله بن يزيد المعافري: تابعي ثقة، من الثالثة]، عن عبد الله بن عمرو، قال: رأيت رسول الله ﷺ، وذكر الرحم واضعاً إحدى إصبعيه على الأخرى، يقول: «من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته».

أخرجه الطبراني في الكبير (١٤/ ٨٧/ ١٤٦٩٩).

وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات، وعبد الله بن لهيعة: ضعيف، حديثه صالح في المتابعات، ويحتمل منه التفرد عن أهل بلده فيما توبع على أصله، فإنه عالم مكثر، والله أعلم.

فإن قيل: فلماذا اعتبرت حديثه هنا، ورددت حديثه عن عمرو بن شعيب؟ فيقال: هنا حديثه عن المصريين أهل بلده، فهو أعرف بحديثهم، ويحتمل منه مثل ذلك في المتابعات، وأما حديثه عن عمرو بن شعيب فلا يحتمل؛ لكثرة أصحاب عمرو، ولكونه كان يروي حديث عمرو عن بعض الضعفاء، ثم يدلسه، وله مناكير عن عمرو بن شعيب، ولعل السماع المذكور في الإسناد السالف لا يعتمد عليه؛ فقد قال أحمد بن حنبل: «كان كتب عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب، وكان بعد يحدّث بها عن عمرو بن شعيب نفسه» [ضعفاء العقيلي (٢/ ٢٩٤)، تهذيب الكمال (١٥/ ٤٩١)، الميزان (٢/ ٤٧٦)، التهذيب (٢/ ٤١١)]، والمثنى بن الصباح: ضعيف، له مناكير.

٤ - حديث أم سلمة:

رواه موسى بن عبيدة، قال: حدثنا المنذر بن جهم الأسلمي [لا يُعرف. التاريخ