وعطاء بن زهير بن الأصبغ العامري: مجهول، روى عنه: الأخضر وشميط ابنا عجلان، وذكره ابن حبان في الثقات [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١١١/ ٤٤٥٠)، التاريخ الكبير (٦/ ٤٦٨)(٧/ ٥٦٧/ ٨٩٦٧ - ط الناشر المتميز)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٣٢)، الثقات (٥/ ٢٠٥)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ١٣٦)].
فإن قيل: لكنه موقوف، فيقال: مثله لا يقال من قبل الرأي؛ فإن فيه إخبارا عن الغيب، وعما سيكون يوم القيامة، وأحكام الغيب إنما مرجعها للنبي ﷺ، فإن قيل: عبد الله بن عمرو ممن كان يروي عن أهل الكتاب، فلعل هذا منه؟ فيقال: إن الحديث ثابت مرفوع من وجوه أخر عن عبد الله بن عمرو، فدل على أن له حكم الرفع؛ لكن لا شك أن ألفاظ الموقوف هنا، هي من باب التوضيح والشرح للسائل، فلا يمكن أن يضاف نص كلامه إلى النبي ﷺ، ولكن يقال: أصله مرفوع، ونستعمله في الجملة لتقوية أصل الحديث، والعمدة فيه على ما تقدم بالأسانيد المرفوعة، والله أعلم.
هـ - ورواه حجاج بن أرطأة، وعبد الله بن لهيعة:
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ: «يقول الله ﵎: أنا الرحمن، وهي الرحم، جعلت لها شجنة مني، ومن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته، لها يوم القيامة لسان ذلق يقول ما شاءت». لفظ حجاج [عند هناد].
ولفظ ابن لهيعة [عند البغوي]: «الرحم شجنة كما ينبت العود في العود، فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله، وتبعث يوم القيامة بلسان فصيح ذلق: اللهم فلان وصلني، فأدخله الجنة، وتقول: إن فلانا قطعني، فأدخله النار».
أخرجه هناد في الزهد (٩٩٩)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٢/ ٧٧٧/ ٨٤٩)، والبغوي في شرح السنة (١٣/٢٤/٣٤٣٥).
قلت: حجاج بن أرطأة: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين، ولم يذكر سماعا، قال أبو نعيم الفضل بن دكين:«لم يسمع حجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث، والباقي عن محمد بن عبيد الله العرزمي»، قال ابن رجب:«يعني: أنه يدلس بقية حديثه عن عمرو عن العرزمي» [شرح العلل (٢/ ٨٥٥)]، وقال يحيى بن معين:«صدوق، ليس بالقوي، يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عمرو بن شعيب»، وقال عبد الله بن المبارك: كان الحجاج يدلس، وكان يحدثنا الحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي، والعرزمي: متروك، لا نقر به [تهذيب الكمال (٥/ ٤٢٥)]، قلت: العرزمي: متروك، منكر الحديث.
وعبد الله بن لهيعة: ضعيف، يروي عن عمرو بن شعيب مناكير، قال أبو زرعة:«وعامة هذه المناكير التي تروى عن عمرو بن شعيب إنما هي عن المثنى بن الصباح وابن لهيعة والضعفاء» [الجرح والتعديل (٦/ ٢٣٩)] [راجع: فضل الرحيم الودود، المجلد التاسع عشر، الحديث رقم (١٥٦٣)].