قلت: ليس منها هذا الحديث؛ فقد توبع عليه عثمان بن المغيرة، ولم ينفرد به عن أبي العنبس، والله أعلم.
قلت: والرفع هنا زيادة من ثقة، وقد توبع عليه، فهو محفوظ، لا سيما ومثله لا مجال للرأي فيه، وقد جاء مرفوعاً عن عبد الله بن عمرو من وجوه أخرى.
• ورواه منجاب بن الحارث [كوفي، ثقة]: نا شريك [شريك بن عبد الله النخعي: كوفي، صدوق، سيئ الحفظ]، عن عبد الملك بن عمير [كوفي، تابعي، ثقة، من الرابعة]، عن أبي العنبس الثقفي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن للرحم لساناً ذلقاً يقول يوم القيامة: رب صل من وصلني، واقطع من قطعني».
أخرجه البيهقي في الشعب (٩/١٢/٧٥٦٠)، بإسناد صحيح إلى منجاب به.
هكذا روى هذا الحديث عن أبي العنبس محمد بن عبد الله بن قارب: عبد الملك بن عمير، وعثمان بن المغيرة الثقفي، ورفعاه، وأوقفه: أبو عاصم الثقفي محمد بن أبي أيوب، والرفع محفوظ.
وأبو العنبس محمد بن عبد الله بن قارب الثقفي، وقال بعضهم: محمد بن عبد الرحمن بن قارب: روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات [التاريخ الكبير (١/ ١٤٦)، كنى مسلم (٢٥٥٩)، الجرح والتعديل (٧/ ٣١٩)، الثقات (٥/ ٣٧٢)، سؤالات السلمي (٤٤٧)، المؤتلف للدارقطني (٣/ ١٥٣٧)، الميزان (٤/ ٥٥٩)، التهذيب (٤/ ٥٦٦)].
ولم يرو في هذا الحديث منكراً، وقد توبع عليه من حديث عبد الله بن عمرو، فهو حديث حسن [وقد تقدم الكلام قريباً عن حديث المجهول؛ فراجعه]، والله أعلم.
ب - ورواه عفان بن مسلم، وحبان بن هلال، وحجاج بن المنهال، والنضر بن شميل، وبهز بن أسد، وروح بن عبادة، ومهنا بن عبد الحميد أبو شبل صاحب السابري [وهم ثقات]، ومؤمل بن إسماعيل [صدوق، سيئ الحفظ]، وغيرهم [رفعوه جميعاً، وأوقفه: النضر بن شميل، عند الخرائطي]:
حدثنا حماد بن سلمة [ثقة، من طبقة الشيوخ من أصحاب قتادة]، قال: أخبرنا قتادة، عن أبي ثمامة الثقفي، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله ﷺ قال: «توضع الرحم يوم القيامة ولها حُجنة كحجنة المغزل، تكلم بلسان طلق ذلق، فتصل من وصلها، وتقطع من قطعها».
أخرجه ابن أبي شيبة (٥/ ٢١٧/ ٢٥٣٩٣)، وأحمد (٢/ ١٨٩ و ٢٠٩)، والبخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٤٧)، والدولابي في الكنى (١/ ٤١٢/ ٧٤٠)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١٩٥ و ١٩٦ - الجزء المفقود)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (٢٥٦)، والطبراني في الكبير (١٣/ ٦٠١/ ١٤٥١٨)، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (٢/ ١١٥٦/ ١١٧ - ط الفاروق) (٢/ ٤٢٠/ ٩٨٧ - ط الدخيل)، والحاكم (٤/ ١٦٢) (٩/ ١٧٤/