للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

النبي : «الرحم شُجنة من الرحمن، وإنها آخذة بحقو الرحمن»؟ فقال: قال الزهري: على رسول الله البلاغ، ومنا التسليم؛ قال: أَمِرُّوا حديث رسول الله على ما جاءت.

وحدثت عن معتمر بن سليمان، عن أبيه؛ أنه قال: كانوا يكرهون تفسير حديث رسول الله بآرائهم، كما يكرهون تفسير القرآن برأيهم.

وقال الهيثم بن خارجة: سمعت الوليد بن مسلم، يقول: سألت الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والليث بن سعد؛ عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة والرؤية والقرآن؟ فقال: أمروها كما جاءت بلا كيف».

• ويستفاد من هذا النص مسألتين: الأولى: إثبات هذه الصفة؛ صفة الحقو للرحمن -جل وعلا-، وإثبات معناها، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل. [انظر: إبطال التأويلات (٣٩٢)، بيان تلبيس الجهمية (٦/ ٢٠٧)، صفات رب العالمين لابن المحب (٧٤)]

والثانية: ثبوتها في حديثنا هذا؛ إذ لو كانت معلولة، أو شاذة؛ لطعن في ثبوتها أبو حاتم، وقال بأنها لفظة منكرة، لكن لما فسرها بالتسليم وإمرارها كما جاءت محتجاً في ذلك بقول الزهري والتيمي وأئمة السلف المذكورين؛ دل ذلك على إثباته لها في حديث أبي هريرة، وذلك فضلاً عن إثبات جمع من الأئمة لها، ومنهم البخاري في صحيحه، والله أعلم.

٢ - حديث عائشة:

رواه وكيع بن الجراح، وحاتم بن إسماعيل، وسليمان بن بلال [وعنه: سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن وهب، وإسماعيل بن أبي أويس]، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وأبو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد [وهم ثقات]:

عن معاوية بن أبي مُزَرِّد، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله : «الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله». لفظ وكيع [عند مسلم].

ولفظ سليمان [عند البخاري]: «الرحم شُجنة، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته».

ولفظه عند ابن جرير وأبي عوانة والحاكم والبيهقي: «الرحم شجنة من الله، من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه».

ولفظ حاتم [عند ابن جرير]: «الرحم شجنة من الرحمن، فمن وصلها وصله، ومن قطعها قطعه».

أخرجه البخاري في الصحيح (٥٩٨٩)، وفي بر الوالدين (٣٦)، وفي الأدب المفرد (٥٥)، ومسلم (٢٥٥٥)، وأبو عوانة (١٩/ ١١١٤٢/ ٣٢٢) و (١٩/ ١١١٤٣/ ٣٢٣)،

<<  <  ج: ص:  >  >>