الليثي: مدني، تابعي، ثقة، معروف بالرواية عن سعيد بن المسيب، وابنه: عبد الله بن يزيد، شيخ للواقدي، وابن أبي فديك وأبي ضمرة، وذكره ابن حبان في الثقات [طبقات ابن سعد (٥/ ٤٢٠)، التاريخ الكبير (٥/ ٢٣٠)، الجرح والتعديل (٥/ ٢٠١)، الثقات (٧/١٦) و (٨/ ٣٣٣)، الثقات لابن قطلوبغا (٦/ ١٥٧)، التحفة اللطيفة (٢/ ١٠١)]، ولا يحتمل تفرده بمثل هذا الإسناد.
وهذا الحديث لا يُعرف من حديث ابن المسيب إلا من هذا الوجه، ولو كان من حديثه لطارت به الركبان، إنما روى هذا الحديث عن أبي هريرة: أبو الحباب سعيد بن يسار، وأبو صالح السمان، ومحمد بن كعب القرظي، وأخرجه الشيخان من حديث سعيد بن يسار، وانفرد البخاري بحديث أبي صالح، فلو كان محفوظاً من حديث سعيد بن المسيب لما عدلا عنه إلى غيره، والله أعلم.
ز - ورواه عبد الله بن شبيب: ثنا الحزامي [إبراهيم بن المنذر الحزامي: صدوق]: ثنا يحيى بن يزيد، عن أبيه، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: «إن الرحم شجنة، وإنها اشتقت من اسم الرحمن، وإنها آخذة بحقويه، تقول: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني».
أخرجه ابن أبي عاصم في السُّنَّة (٥٤٠).
وهذا حديث باطل؛ تفرد به عن سعيد المقبري: يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو: منكر الحديث، واهي الحديث [التهذيب (٤/ ٤٢٢)]، ويحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي: ضعيف [الجرح والتعديل (٩/ ١٩٨)، الكامل (٩/ ١١٤)، اللسان (٨/ ٤٨٣)].
وعبد الله بن شبيب: واه، ذاهب الحديث، كان يسرق الحديث [الميزان (٢/ ٤٣٨)، اللسان (٤/ ٤٩٩)].
ح - ورواه عطاء بن عجلان، قال: حدثنا أبو نضرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الرحم معلقة بالعرش، لها لسان طلق ذلق، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله ﷿».
أخرجه أبو طاهر المخلص في السابع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٩٨) (١٤٢٩ - المخلصيات).
قلت: وهذا حديث باطل؛ عطاء بن عجلان الحنفي، أبو محمد البصري العطار: متروك، منكر الحديث جداً؛ كذبه ابن معين وعمرو بن علي الفلاس والجوزجاني، وكان يتلقن كلما لقن [التهذيب (٣/ ١٠٦)] [وتقدم ذكره والكلام عليه تحت الأحاديث رقم (٦٣٠ و ٦٧٨ و ٩٠٢ و ١٠٨٣)].
• وانظر أيضاً في الأباطيل: ما أخرجه ابن منده في مجلس من أماليه (٢٣٨)، والنسفي في القند في ذكر علماء سمرقند (٢٨٨).
• قال ابن أبي حاتم في العلل (٥/ ٤٦٥/ ٢١١٨): «وسألت أبي عن تفسير حديث