عنه من التابعين ترفع من حاله، فلا يقال في مثله مجهول، بل يعتمد فيه توثيق العجلي، وهو كما قال ابن حجر في التقريب:«ثقة»، لكني لم أقف له على رواية عن أبي هريرة، ولا يُعرف له عنه سماع.
قلت: وهذا إسناد رجاله مدنيون ثقات غير ابن إسحاق، وهو: مدني صدوق، تفرد به عن أهل المدينة: يونس بن بكير الكوفي، فإن كان حفظه؛ فهو إسناد حسن غريب؛ إن كان سمعه عمارة من أبي هريرة، وأما قوله:«يوم القيامة»: فهو منكر من حديث أبي هريرة؛ والمعروف في حديث أبي هريرة:
ما رواه سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ أنه قال:«خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، … » الحديث [أخرجه البخاري (٤٨٣٠)، وتقدم بطرقه وألفاظه]، وعليه: فموضع ذلك كان بعد الفراغ من خلق الخلق؛ وليس فيما سيأتي يوم القيامة.
هـ - ورواه عبد الرحمن بن مهدي، وغندر محمد بن جعفر، وعفان بن مسلم، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، ومحمد بن كثير العبدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وحفص بن عمر الحوضي، وحجاج بن محمد، وأبو داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وحجاج بن منهال، وبهز بن أسد، وعمرو بن مرزوق [وهم ثقات]:
أخبرنا شعبة، عن محمد بن عبد الجبار [رجل من الأنصار]، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي، يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الرحم شجنة من الله، تقول: رب إني قُطعتُ، إني أُسيء إليَّ، فيقول: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟».
وفي رواية:«إن الرحم شجنة من الرحمن، معلقة بالعرش، تقول: يا ربّ قُطعت، أي رب ظُلمت، أي رب أُسيء إليَّ، يا رب يا رب، فيجيبها ربُّها: أما ترضين أن أقطع من قطعك، وأصل من وصلك؟».
ولفظ الطيالسي:«إن للرحم للساناً يوم القيامة تحت العرش، يقول: يا رب قطعت، يا رب ظلمت، يا رب أسيء إليَّ، فيجيبها ربُّها: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟». وهي رواية شاذة تفرد بها الطيالسي دون بقية أصحاب شعبة الحفاظ.
قال في رواية عبد الصمد [عند ابن جرير وابن حبان]، وعفان بن مسلم [عند أحمد]، وحجاج بن منهال [عند البخاري]، وبهز بن أسد [عند المروزي]: حدثنا شعبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار، قال: سمعت محمد بن كعب [القرظي]، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله ﷺ: … فذكره. وهو إسناد مسلسل بالسماع.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٦٥)، وفي بر الوالدين (٣٣ و ٣٩)، وفي التاريخ الكبير (١/ ١٦٨)، وابن حبان (٢/ ١٨٥/ ٤٤٢) و (٢/ ١٨٨/ ٤٤٤)، والحاكم (٤/ ١٦٢)(٩)(١٧٣/ ٧٤٧٤ - ط الميمان)، وأحمد (٢/ ٢٩٥ و ٣٨٣ و ٤٠٦ و ٤٥٥)، والطيالسي