فقد تابعه عليه: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار؛ إلا أنه خالفه في لفظه فوهم فيه، حيث قال: بمنكبي الرحمن.
• رواه أبو النضر هاشم بن القاسم [ثقة ثبت]، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الرحم شجنة متعلقة بمنكبي الرحمن ﵎، قال الله تعالى لها: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته».
أخرجه ابن أبي عاصم في السُّنَّة (٥٣٦)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٣٣٩)، واستنكره الذهبي في الميزان (٢/ ٥٧٣).
قال العقيلي:«وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة؛ من غير طريق أسانيدها أصلح من هذا الإسناد».
قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار: صدوق يخطئ، والأكثر على تضعيفه، وقد مشاه بعضهم، وله مناكير، وانظر منها على سبيل المثال: فضل الرحيم الودود (٧/ ٢٣٤)(٧/ ٦٣٩) و (٧/ ٦٤٠/ ٢٣٩) و (١٣/ ١٥٩/ ١٢٢٦) وما تحت الحديث رقم (١٥٦٦)، الشاهد السادس من حديث أبي هريرة.
وقد أخرج له البخاري أحد عشر حديثاً مما توبع عليه؛ كما أنه احتمل تفرده عن أبيه؛ حيث إن أهل بيت الرجل أعلم بحديثه من الغرباء، كما اعتمده البخاري في أهل المدينة، إذا كان لحديثه شواهد تدل على حفظه وضبطه، وقد خرجت جميع الأحاديث التي خرجها له البخاري في بحث مستقل سميته: صيانة الصحيح عن القدح والتجريح، وبينت وجه إخراج البخاري له، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ومما قلت في أحد المواضع: أختم هذا البحث بأن أقول: إن هذا الكلام الذي ذكرت آنفاً لا يعني أن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار من الثقات الذين يعتمد على حفظهم، بل إذا دلت القرائن على أنه أخطأ رددنا روايته ولم نحتج بها [راجع: أول ترجمته، حيث ذكرت له بعض المناكير في فضل الرحيم الودود]، ومثال ذلك: الحديث الذي رواه عبد الرحمن، عن محمد بن زيد بن مهاجر، عن أمه، عن أم سلمة؛ أنها سألت النبي ﷺ: أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار؟ قال:«إذا كان الدرع سابغاً يغطي ظهور قدميها»، فهو حديث قد وهم في رفعه عبد الرحمن، وقد أوقفه جمع من الأئمة والثقات على أم سلمة؛ مثل: مالك، وبكر بن مضر، وحفص بن غياث، وإسماعيل بن جعفر، وابن أبي ذئب، وابن إسحاق، وهو الصواب.
فالرجل ينتقى من حديثه ما أصاب فيه، وقد دلت القرائن في حديثنا هذا أنه أصاب في بعض، وأخطأ في بعض، فأصاب في الإسناد، وفي مجمل المتن، غير أنه وهم في جملة:«متعلقة بمنكبي الرحمن ﵎»، ولم يتابع عليها؛ فهي تُعدُّ من مناكيره، واستنكرها الذهبي في الميزان (٢/ ٥٧٣)، ولهذا لم يخرج له البخاري هذا الحديث؛ ولكن