عن معاوية بن أبي مُزَرِّد - مولى بني هاشم -: حدَّثني عمي أبو الحُبَاب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله خلق الخلق؛ حتى إذا فرغ منهم قامت الرَّحم، فقالت: هذا مقام العائذ [بك] من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك».
ثم قال رسول الله ﷺ:«اقرؤوا إن شئتم»: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ [محمد: ٢٢]. لفظ ابن المبارك.
وفي رواية حاتم [عند الحكيم الترمذي والبيهقي]: «إن الله جَلَّ خَلقَ الخلق؛ حتى إذا فرغ منهم قامت الرَّحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال: مَه، فقالت: هذا مكان العائذ من القطيعة … »، الحديث، وهي زيادة ثابتة من حديث حاتم بن إسماعيل، بإثبات صفة الحقو للرحمن، وقد صرح برفع آخره [عند الشيخين وغيرهما].
أخرجه البخاري في الصحيح (٤٨٣١ و ٤٨٣٢ و ٥٩٨٧)، وفي بر الوالدين (٧٠)، ومسلم (٢٥٥٤)، والنسائي في الكبرى (١٠/ ٢٥٩/ ١١٤٣٣)، وابن حبان (٢/ ١٨٤/ ٤٤١)، والحاكم (٢/ ٢٥٤)(٤/ ٥٩/ ٣٠٤٢ - ط الميمان)، والحسين بن حرب المروزي في البر والصلة (١٢١)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٢/ ٧٧١/ ٨٤٣)، وفي المنهيات (٦١)، وابن المقرئ في المعجم (٥٤)، والبيهقي في السنن (٧/٢٦)، وفي الشعب (٧/١٢/٧٥٥٨)، وفي الآداب (٦)، وفي الأسماء والصفات (٧٨٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٣/ ٣٩٢). [التحفة (٩/ ٤٢٦/ ١٣٣٨٢)، الإتحاف (١٥/١٨/١٨٧٧٨)، المسند المصنف (٧/٣٣/١٥١٨٠)].
قال الحاكم:«هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»، فوهم في استدراكه.
• ورواه سليمان بن بلال [مدني، ثقة][وعنه: سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن وهب، وخالد بن مخلد القطواني، وإسماعيل بن أبي أويس]، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير [مدني، ثقة ثبت]، وأبو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد [بصري، ثقة]:
حدثني معاوية بن أبي مزرد، عن [وفي رواية أبي بكر الحنفي: حدثني عمي سعيد أبو الحباب] سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ أنه قال:«خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال لها: مَه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذاك لك». قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾. لفظ سليمان [عند البخاري].
وفي رواية: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منهم، تعلقت الرحم بحقوي الرحمن [وفي