قال البزار:«لا نعلم روى ابن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه غير هذا».
وقال العقيلي:«كثير بن عبد الله اليشكري: عن الحسن بن عبد الرحمن بن عوف، ولا يصح إسناده»، ثم أسند له هذا الحديث، ثم قال:«والرواية في الرحم والأمانة من غير هذا الوجه بأسانيد جياد بألفاظ مختلفة، وأما القرآن: فليس بمحفوظ».
وقال أبو حاتم:«الحسن بن عبد الرحمن بن عوف القرشي؛ وليس هو بابن عبد الرحمن ابن عوف الزهري؛ لكنه آخر بصري: روى عن أبيه، روى عنه كثير بن عبد الله اليشكري» [الجرح والتعديل (٣/٢٣)]، وخالف ابن حبان في الثقات (٤/ ١٢٢)، فجعله الزهري.
وقال ابن حجر في الإصابة (٤/ ٢٩٣) بعد أن ذكر كلام أبي حاتم: «وكذا قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في تاريخه في ترجمة عبد الرحمن بن عوف».
وأخرجه أبو نعيم في ترجمة عبد الرحمن بن عوف الزهري، ثم قال:«ورواه الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه نحوه، ورواه سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن أبيه نحوه»، وممن أخرجه أيضاً في مسند عبد الرحمن بن عوف الزهري: البرتي والبزار.
وقال الخطيب:«وكثير بن عبد الله اليشكري: حدث عن الحسن بن عبد الرحمن بن عوف، روى عنه: مسلم بن إبراهيم، وعبيد الله القواريري، والصلت بن مسعود الجحدري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي»، ثم قال:«قال أبو إسحاق [يعني: إبراهيم بن إسحاق الحربي]: لم يكن لعبد الرحمن ابن يقال له: الحسن، إنما كان له ابن ابن يقال له: الحسن بن عثمان بن عبد الرحمن، حدث عنه: يعقوب بن مجاهد، وحماد بن سلمة» [وانظر: التاريخ الكبير (٧/ ٢١٧)، الجرح والتعديل (٧/ ١٥٤)، الثقات (٧/ ٣٥٤)، المتفق والمفترق (٣/ ١٧٩١)، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي (٣/٢٤)، وقال:«لم نعرف فيه طعناً». المغني (٢/ ٥٣١/ ٥٠٨٥)، وقال:«لم يضعفه أحد؛ بل ذكره العقيلي في حديث استنكره»، قلت: وهو كاف في تضعيفه إياه، وقد خلط الذهبي في تاريخ الإسلام (٤/ ٧١٠ - ط الغرب) بينه وبين كثير بن حبيب الليثي اليشكري، والذي قواه أبو حاتم، وهو غيره بلا شك؛ فقد فرق بينهما النقاد، وانظر: الميزان (٣/ ٤٠٩)، اللسان (٦/ ٤١٢)، الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ٦٥)].
وقد فرق النقاد بينه وبين كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني.
قلت: هو حديث منكر؛ الحسن بن عبد الرحمن بن عوف ليس هو الزهري؛ كما قال أبو حاتم والجوزجاني، وهو مجهول، والراوي عنه: كثير بن عبد الله اليشكري: لم يوثقه معتبر، وقول العقيلي:«لا يصح إسناده»، وأنه لم يتابع على حديثه هذا؛ هو جرح ظاهر فيه؛ حيث استنكر عليه هذا الحديث في ترجمته، والله أعلم.