قال الدارقطني في العلل (٤/ ٢٦٥/ ٥٥٠): «والصواب: حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه»؛ يعني: معمر بن راشد، وشعيب بن أبي حمزة.
قلت: اختلف على الزهري في إسناد هذا الحديث:
• فرواه سفيان بن عيينة، ويونس بن يزيد الأيلي، وسليمان بن كثير، وسفيان بن حسين: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف، مرسلاً، وفيه قصة عيادة أبي الرداد، ودخول عبد الرحمن عليه.
• ورواه معمر بن راشد، وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن أبي عتيق، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي، ومعاوية بن يحيى الصدفي، وإسحاق بن يحيى العوصي: عن الزهري: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن؛ أن أبا الرداد الليثي أخبره إلا أن معمراً أخطأ فقال: الرداد، عن عبد الرحمن بن عوف؛ أنه سمع رسول الله ﷺ، يقول: … فذكره.
قلت: رواية معمر وشعيب ومن تابعهما على إثبات الواسطة: هي الصواب.
فهم أثبت في الزهري، وأكثر عدداً، ممن أسقط الواسطة.
وفي روايتهم زيادة رجل في الإسناد، والزيادة من الثبت مقبولة.
• قال ابن المديني في العلل (١٣٦): «حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: «إن الرحم شجنة من الرحمن» رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ وهو عندي خطأ لا شك فيه؛ لأن الزهري رواه عن أبي سلمة، عن أبي رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف، وهو عندي الصواب».
يبقى الكلام على أبي الرداد، فإنه لا يُعرف إلا في هذا الحديث، وقد عده في الصحابة: الواقدي، وابن حبان، والأزدي، وأبو أحمد الحاكم، وابن منده، وأبو نعيم، وابن عبد البر، قال أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى:«أبو الرداد الليثي: من بني الليث، كان يسكن المدينة له صحبة من النبي ﷺ، كناه محمد بن عمر الواقدي»، وتبعه على ذلك ابن عبد البر، وقال ابن منده في الكنى:«عداده في الصحابة، روى عنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن»، وقال في معرفة الصحابة:«أدرك النبي ﷺ، روى عنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن»، لكن يبدو أنه حكم له بالصحبة، لأجل ما وقع في آخر كلامه حيث قال:«وقال بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة؛ أن أبا الرداد أخبره؛ أنه كان من الصحابة»، كذا قال، ولم أقف على هذه الرواية في حديث بشر بن شعيب، وهذا سياق حديث بشر: شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن؛ أن أبا الردّاد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف؛ أنه سمع رسول الله ﷺ، وليس في روايته إثبات الصحبة لأبي الرداد، ثم تبعه أبو نعيم على ذلك، وبدأ الترجمة بقوله:«أبو الرداد الليثي: أدرك النبي ﷺ؛ فيما حكاه المتأخر»؛ يعني: ابن منده، ثم استدل بحديث إبراهيم بن بشار الرمادي عن ابن عيينة، وفيه:«أن عبد الرحمن بن عوف عاد رجلاً من أصحاب النبي ﷺ يقال له: أبو الرداد»، ثم أتبعه بقوله: «رواه بشر بن