للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الحديث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف، ومعمر كذا يقول، قال محمد: وحديث معمر خطأ».

وقال الحاكم: «وهذه الأحاديث كلها صحيحة».

قلت: كلام الترمذي يشعر أن خطأ معمرا إنما هو في قوله: عن رداد، وليس كما قال الجماعة: أبو رداد؛ يعني أنه سماه رداداً، وإنما هي كنيته، والصواب مع من أثبت أبا رداد بين أبي سلمة، وبين أبيه عبد الرحمن، كما سيأتي بيانه، والله أعلم.

ويؤيد ذلك قول ابن منده بعدما أخرجه من طريق ابن عيينة: «رواه يونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، وابن أبي عتيق وغيرهم، عن الزهري. وقال معمر عن الزهري، عن أبي سلمة، أن رداداً الليثي حدثه»؛ يعني: أنه أخطأ في ذلك.

وقال الدولابي: «سمعت صالح بن أحمد بن حنبل، يقول: سمعت علي بن المديني، يقول: رداد الليثي كنيته: أبو مالك»، قلت: راوي هذا الحديث هو أبو رداد الليثي، لا يُعرف اسمه، وغلط من قال فيه: أبو مالك، وسيأتي بيان ذلك.

تابع ابن عيينة على هذا الوجه:

١ - يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله : «قال الله ﷿: أنا الرحمن، وأنا خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته».

أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (٢٩١)، وفي مساوئها (٢٥٥).

• وسفيان بن عيينة، ويونس بن يزيد الأيلي: من ثقات أصحاب الزهري، من الطبقة الأولى من المكثرين عنه، إلا إنهما قصرا به، وسيأتي ذكر قول من أصاب فيه.

٢ - ورواه سليمان بن كثير [وعنه: أخوه محمد بن كثير العبدي، وهو: ثقة]، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن على أبي الرداد الليثي، فقال: إن خيرهم وأوصلهم أبو محمد، قال: سمعت رسول الله ، يقول: «قال ربكم جل وعز: أنا الله الذي خلقت الرحم، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته».

أخرجه أبو العباس البرتي في مسند عبد الرحمن بن عوف (١٦).

قلت: سليمان بن كثير العبدي: ليس به بأس؛ إلا في الزهري، فإنه يخطئ عليه كثيراً.

٣ - ثم رواه سليمان بن كثير [وعنه: مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وهو: ثقة ثبت]، قال: أخبرنا سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثي فقال: خيركم وأوصلكم أبو محمد، قال عبد الرحمن: سمعت رسول الله ، يقول: «قال ربكم جلّ وعز: أنا الله الذي خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي، فأنا الرحمن، وهي الرحم، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته».

أخرجه أبو العباس البرتي في مسند عبد الرحمن بن عوف (١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>