قلت: سفيان بن حسين: ثقة في غير الزهري؛ وهو في الزهري: ليس بالقوي [التهذيب (٢/ ٥٤)، قال النسائي في الكبرى (٣٣٥٨) في حديث غير هذا: «سفيان بن حسين: لا بأس به في غير الزهري، وليس هو في الزهري بالقوي، ونظيره في الزهري: سليمان بن كثير، وجعفر بن برقان، وليس بهما بأس في غير الزهري»، وقال نحوه في موضع آخر (٦٠٦٢)].
• تابعه على هذا الوجه: أبو سفيان سعيد بن يحيى بن مهدي الحميري الواسطي [صدوق]، ويزيد بن هارون [ثقة متقن]:
حدثنا سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن أباه عبد الرحمن بن عوف عاد أبا الرداد الليثي، فقال أبو الرداد: خيرهم ما علمت أبو محمد! فقال عبد الرحمن: أما إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «قال الله ﷿: إني أنا الله الذي خلقت الرحم، وشققت لها شُعبة» أو «شِقة» - قال أبو جعفر: أنا أشك - «من اسمي، وأنا الرحمن، وهي الرحم، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته».
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١٦٧ - الجزء المفقود)، والحاكم (٤/ ١٥٨)(٩/ ١٦٥/ ٧٤٥٩ - ط الميمان)(٨/ ٣٩٩/ ٧٥٠٠ - ط المنهاج القويم). [الإتحاف (١٠/ ٦٣٣/ ١٣٥٢٤)].
قال الحاكم:«وهذه الأحاديث كلها صحيحة».
• خالفهم: عمر بن علي المقدمي [ثقة، وقد وصف بتدليس القطع]، فرواه عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: دخل عبد الرحمن على أبي الرداد الليثي، فقال أبو الرداد: خيرهم ما علمت أبو محمد؛ فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:«قال الله ﷿: أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها شعبة من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته».
أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (٢٨٨)، وفي مساوئها (٢٥٣)، وأبو طاهر السلفي في التاسع والعشرين من المشيخة البغدادية (٧).
قلت: عمر بن علي المقدمي: بصري، أصله واسطي، وقد نُقِم على عمر بن علي تدليس القطع، قال ابن حجر في طبقات المدلسين (١٢٣) عن المقدمي: «ثقة مشهور، كان شديد الغلو في التدليس، وصفه بذلك: أحمد وابن معين والدارقطني وغير واحد، وقال ابن سعد: ثقة، وكان يدلس تدليساً شديداً، يقول: حدثنا، ثم يسكت، ثم يقول: هشام بن عروة، أو الأعمش، أو غيرهما، قلت: وهذا ينبغي أن يسمى تدليس القطع» [وانظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٢٩١)، الجرح والتعديل (٦/ ١٢٤)، السير (٨/ ٥١٣)، التهذيب (٣/ ٢٤٥)].
ولهذا فإنه وإن صرح بالسماع من شيخه، إلا أنه يخشى أن يكون أخذه عن مجروح، ثم دلسه، والله أعلم.