للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولا يُعلم لأبي سفيان عن عبد الرحمن بن أبي عقيل رواية سوى هذا الحديث، ولم يذكر فيه سماعاً، كما لا يعلم لهشام بن المغيرة الثقفي رواية عن أبي سفيان، ثم إن أبا سفيان معروف بالرواية عن جماعة من التابعين.

وعبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي: له حديثان هذا أحدهما، والحديث الآخر سبق تخريجه قريباً تحت الحديث السابق برقم (١٦٥٠)، الشاهد العاشر، وقلت هناك بأنه حديث غريب، كما قال أبو القاسم البغوي، ورجاله ثقات؛ وعبد الرحمن بن أبي عقيل: لا تُعرف صحبته إلا من هذا الوجه، حيث قال فيه: انطلقت إلى رسول الله في وفد فأنخنا بالباب، وأما حديثنا هذا فليس فيه ما يدل على صحبته، وقد قال أبو القاسم البغوي في الحديث الآخر: «ولا أعلم ابن أبي عقيل روى غير هذا الحديث، وهو غريب؛ لم يُحدث به إلا من هذا الوجه».

وعلى هذا: فليس عندنا دليل ثابت صحيح يدل على صحبة عبد الرحمن بن أبي عقيل، ولا على سماع أبي سفيان منه، فهو حديث غريب، مع ثقة رجاله، والله أعلم.

٣ - حديث ثوبان:

رواه محمد بن بكر [البرساني: ثقة]: أخبرنا ميمون أبو محمد المرئي التميمي، قال: حدثنا محمد بن عباد المخزومي، عن ثوبان، عن النبي ، قال: «من سره النساء في الأجل، والزيادة في الرزق، فليصل رحمه».

أخرجه أحمد (٥/ ٢٧٩) (١٠/ ٥٢٧٠/ ٢٢٨٣٥ - ط المكنز)، ومن طريقه: ابن الجوزي في البر والصلة (٢٢٦). [الإتحاف (٣/ ٥٧/ ٢٥٢٥)، المسند المصنف (٤/ ٥١٣/ ٢٢٧٥)].

قال عثمان بن سعيد الدارمي في تاريخه عن ابن معين (٧٧٣): «قلت ليحيى: شيخ، يروي عنه البرساني، يقال له: ميمون أبو محمد، تعرفه؟ فقال: لا أعرفه» [الجرح والتعديل (٨/ ٢٤٠)].

وأورد ابن عدي في كامله (٨/ ١٦٠) هذا السؤال في ترجمة ميمون هذا، ولم يزد على أن علق بقوله: «وعثمان بن سعيد يسأل أبداً يحيى بن معين عمن لا يُعرف، فيجيبه يحيى: إني لا أعرفه، وإذا لم يعرفه يحيى يكون مجهولاً».

وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٢٣٦): «شيخ، حدث عنه محمد بن بكر البرساني، لا يُعرف، أو هو المرئي» [اللسان (٨/ ٢٤١)].

وقال ابن حجر في اللسان (٨/ ٢٣٩): «وميمون المرئي هو: ابن موسى، مختلف فيه، وهو في التهذيب».

قلت: هو كما قال ابن حجر، ميمون المرئي أبو محمد الذي يروي عنه: محمد بن بكر البرساني، هو ميمون بن موسى، وقد سبقت ترجمته مفصلة في فضل الرحيم الودود (١٠/٢٨/٩٠٦) و (١٥/ ٣٣٨/ ١٣٥٢)، وهو: صدوق، له أوهام وغرائب، وكان متهماً بالتدليس، وقد صرح هنا بالتحديث، وتوبع على روايته.

<<  <  ج: ص:  >  >>