ومن تبعه، وعبد العزيز بن أبي سلمة وإن كان من أقران إسماعيل بن جعفر؛ فلا يمتنع أن يروي إسماعيل عنه، والله أعلم [وانظر أيضاً: ما قاله في التهذيب في ترجمة الحسن بن شوكر (١/ ٣٩٨)، وقال:«والحديث المذكور لم يقع في الصحيح إلا معلقاً». فتح الباري (٥/ ٣٨٧)، النكت الظراف (١٨١)].
قلت: الدمياطي متأخر، فلعله وقع له الوهم في زيادة التحديث، وأبو نعيم وأصحاب الأطراف أعلم منه بطرق الصحيح ورواياته، وإسماعيل بن أبي أويس، وإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير: رويا عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، أما ابن أبي أويس: فهو مقل عنه جداً، وغالباً ما يروي عنه بواسطة سليمان بن بلال، وأما إسماعيل بن جعفر: فهو من أقران عبد العزيز، وهو أيضاً مقل من الرواية عنه، وقد وقفت على رواية الحسن بن شوكر عن إسماعيل بن جعفر عن عبد العزيز بحديث آخر عند أبي داود في المراسيل (٥٠٣)، والحسن بن شوكر: شيخ لأبي داود، لم يرو عنه البخاري، والذي يزيد الأمر إشكالاً أني لم أقف عليه من هذا الوجه موصولاً، حتى يتبين من هو إسماعيل راويه عن الماجشون، ولا وصله أبو نعيم ولا الإسماعيلي في مستخرجيهما على الصحيح، والأشبه عندي: قول أبي نعيم وأبي مسعود وخلف، حيث رأوه هكذا في بعض نسخ الصحيح، وعليه فيكون الحديث عند البخاري معلقاً، وقد اتصل عن الماجشون من وجهين آخرين؛ فصح بذلك والحمد لله، والله أعلم.
ولا يضر تعليقه في الصحيح؛ حيث وصله غيره، كما قد وصله البخاري في الصحيح من وجهين آخرين، والعمدة في هذا الحديث على ما رواه إمام أهل المدينة مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
قال ابن حجر في الفتح (٥/ ٣٨٨): «ومراده بدار أبي جعفر [كذا قال: أبو جعفر، والذي وجدته في المصادر: ابن جعفر، فلعلها تحرفت] التي صارت إليه بعد ذلك، وعرفت به، وهو أبو جعفر المنصور الخليفة المشهور العباسي، وأما قصر بني حديلة، وهو بالمهملة مصغر، ووهم من قاله بالجيم فنسب إليهم القصر بسبب المجاورة، وإلا فالذي بناه هو معاوية بن أبي سفيان، وبنو حديلة - بالمهملة مصغر - بطن من الأنصار، وهم بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، وكانوا بتلك البقعة، فعرفت بهم، فلما اشترى معاوية حصة حسان بنى فيها هذا القصر، فعرف بقصر بني حديلة، ذكر ذلك عمرو بن شبة وغيره في أخبار المدينة، … »، إلى آخر كلامه [وانظر: السيرة لابن هشام (٢/ ٣٠٦)، الطبقات لابن سعد (٥/ ١٥٦ - ط الخانجي)، فتوح مصر لابن عبد الحكم (٥٤)، تاريخ المدينة لابن شبة (١/ ٢٧٢ و ٣٤٥)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (٣/ ١٤٩٩)، معجم ما استعجم للبكري (٢/ ٤١٤ و ٤٣٠)، المنتقى للباجي (٧/ ٣٢٠)، تاريخ دمشق (٢٤/ ١٧٢)، تقييد المهمل (١/ ١٧٥)، الروض الأنف (٢/ ١٠٤)، التوضيح لابن الملقن (١٠/ ٤٣٠)].
وقال ابن حجر أيضاً: قوله: وباع حسان حصته منه من معاوية؛ هذا يدل على أن