للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخرجه البيهقي (٤/ ١٩٤).

قال الذهبي في تهذيب السنن الكبير (٣/ ١٥٦٠) عن إسماعيل بن مسلم: «هو المكي؛ ضعفوه».

قلت: لا يثبت هذان الأثران عن ابن عباس وجابر؛ حيث تفرد بهما عن عطاء بن أبي رباح دون بقية أصحابه على كثرتهم إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف، عنده عجائب، ويروي عن الثقات المناكير [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٥٢/ ٢٥٥٦)، ضعفاء العقيلي (١/ ٩٢)، الكامل (١/ ٢٨٣)، التهذيب (١/ ١٦٧)].

٤ - وروى أبو اليمان [الحكم بن نافع: حمصي، ثقة ثبت، من أروى الناس عن شعيب]: أنبأ شعيب [شعيب بن أبي حمزة ثقة ثبت مكثر عن نافع]، قال: قال نافع: كان عبد الله بن عمر، يقول: لا يصلح للعبد أن ينفق من ماله شيئا، ولا يعطيه أحدا إلا بإذن سيده؛ إلا أن يأكل فيه بالمعروف أو يكتسي.

أخرجه البيهقي (٤/ ١٩٥) و (٥/ ٣٢٧)، بإسناد صحيح إلى أبي اليمان.

وهذا صحيح عن ابن عمر موقوفا عليه قوله، وإسناده صحيح على شرط البخاري [البخاري (٦٤٩ و ١٧٢٦)، التحفة (٥/ ٤٠٦/ ٧٦٧٧) و (٥/ ٤٠٧/ ٧٦٧٨)].

قال مالك في الموطأ (١٦٧٨ - رواية يحيى الليثي) (١٦٤٩ - رواية أبي مصعب الزهري): «وليس على عبد أن ينفق من ماله على من لا يملك سيده؛ إلا بإذنه، وذلك الأمر عندنا».

والحاصل: فقد دل حديث عمير مولى أبي اللحم على جواز تصدقه باليسير من مال سيده، ومما وضعه تحت تصرفه، مما لا يضر ولا يفسد مال سيده، مما جرى به العرف والعادة، من إعطاء سائل، وإطعام ضيف، وإغاثة ملهوف، والله أعلم.

• وأما فقه المسألة:

قال الخطابي في أعلام الحديث (١/ ٧٦١) في شرح حديث منصور، عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة: «مخرج هذا الكلام إنما هو على العرف الجاري والعادة الحسنة في إطلاق رب البيت لزوجته إطعام الضيف، والطارق والمواساة منه، والتصدق على السائل، فندب ربة البيت لذلك، ورغبها في فعل الجميل، وترك الضنة والاستئثار، وأمر أن يكون ذلك منها على سبيل الإصلاح من غير إفساد ولا إسراف، ومن الخازن كذلك، لأن الشيء غالبا إنما يكون تحت يده، فحص كلا منهما على التعاون؛ لئلا يقصر في استيفاء الحظ منه، وحيازة الأجر فيه».

وقال في المعالم (٢/ ٧٨): «هذا الكلام خارج على عادة الناس بالحجاز وبغيرها من البلدان؛ في أن رب البيت قد يأذن لأهله ولعياله وللخادم في الإنفاق مما يكون في البيت من طعام وإدام ونحوه، ويطلق أمرهم في الصدقة منه إذا حضرهم السائل، ونزل بهم الضيف، فحضهم رسول الله على لزوم هذه العادة، واستدامة ذلك الصنيع، ووعدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>