حميد بن أبي غنية]، والأجلح [أبو حجية الأجلح بن عبد الله بن حجية الكندي: لا بأس به] [وعنه: سفيان الثوري، وحفص بن غياث]:
عن عبد الله بن أبي الهذيل [كوفي، تابعي، ثقة، من الطبقة الثانية، سمع ابن مسعود وابن عباس وغيرهما من أصحاب النبي ﷺ]، قال: كتب معي أهل الكوفة بمسائل أسأل عنها ابن عباس، فجلست إليه، فأتاه عبد، فقال: يا ابن عباس إني أرعى غنماً لأهلي فيمر بي الظمآن أسقيه، قال: لا، ثم لا، إلا بأمر أهلك، قال: فإني أتخوف عليه الموت، قال: فاسقه ثم أخبر أهلك بذلك. لفظ ابن أبي غنية [عند البيهقي].
ولفظ شعبة [عند أبي عبيد]: أتاه أعرابي مملوك، فقال: إني أكون في ماشية أهلي، فيمر بي المار، فيستسقيني اللبن، أفأسقيه؟ فقال: لا، قال: فإن خشيت أن يهلك؟ قال: اسقه ما يبلغه غيرك، ثم أخبر به أهلك، فقال: إني رجل رام، فأصمي وأنمي، فقال: ما أصميت فكل، وما أنميت فلا تأكل. قال أبو عبيد: فهذه سنة العبد.
ولفظ الأجلح [عند عبد الرزاق] مطول، وموضع الشاهد منه: كنت عند عبد الله بن عباس، فجاء رجل، فقال: إني مملوك فيمر بي المار، فيستسقي من اللبن، فأسقيه؟ قال: لا، قال: فإن خفت أن يموت من العطش؟ قال: اسقه ما يبلغه غيرك، ثم استأذن أهلك فيما سقيته.
أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٧٤/ ٧٠١٨) و (٤/ ٤٥٩/ ٨٤٥٣)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (١٣٤٧)، وفي غريب الحديث (٥/ ٢٤١)، وابن أبي شيبة (٤/ ٢٤٢/ ١٩٦٨١)، وابن زنجويه في الأموال (١٨٥٧)، والبيهقي (٤/ ١٩٤) و (٩/ ٢٤١).
ورواه بعضهم مختصراً بأصل القصة في قدوم عبد الله بن أبي الهذيل على ابن عباس من الكوفة، وقد أرسل معه أهل الكوفة بصحيفة فيها مسائل، وروى بعضهم طرفاً منها؛ فاقتصرت من ذلك على من أخرج موضع الشاهد.
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح.
وذهب أبو عبيد إلى: أنه لا زكاة على العبد، وأنه لا يتصدق إلا بالشيء اليسير كالدرهم والرغيف؛ لأنه ملك لسيده، وماله مال لسيده، وهو ظاهر.
٢ - وروى محمد بن عبد الله الأنصاري [ثقة]: ثنا إسماعيل بن مسلم: ثنا عطاء، عن ابن عباس؛ سئل عن المملوك يتصدق بشيء، فقال: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ﴾ [النحل: ٧٥]؛ لا يتصدق بشيء إلا أن يكون في إبل راعية، فيأتيه رجل قد انقطع حلقه من العطش، يخشى إن لم يسقه أن يموت، فإنه يسقيه.
أخرجه أبو مسلم الكجي في حديث محمد بن عبد الله الأنصاري (٧٧)، ومن طريقه: البيهقي (٤/ ١٩٤).
٣ - وروى الأنصاري أيضاً: ثنا إسماعيل: ثنا عطاء، عن جابر؛ أنه سئل عن المملوك أيتصدق بشيء؟ فقال: لا يتصدق بشيء.