للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المدني، قال: خصلتان لم يكن النبي يكلهما إلى أحد من أهله: كان يناول المسكين بيده، ويضع الطهور لنفسه. وكان الحسين يفعله. وروى الجوزي من حديث ابن عباس: كان النبي لا يكل طهوره ولا صدقته التي يتصدق بها إلى أحد، يكون هو الذي يتولاهما بنفسه. وفيه: كان ابن مكتوم إذا تصدق قام بنفسه.

• قلت: أما الحديث الأول:

فقد رواه وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن العباس بن عبد الرحمن المدني، قال: خصلتان لم يكن رسول الله يكلهما إلى أحد من أهله؛ كان يناول المسكين بيده، ويضع الطهور من الليل ويخمره [لنفسه].

أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٧٨/ ٢٠٤٥) و (٢/ ٤٢٣/ ١٠٦٥٥).

ثم أعقبه في الموضع الثاني، بقوله: حدثنا وكيع، عن أبي المنهال، قال: رأيت علي بن حسين، له جمة، وعليه ملحفة، ورأيته يناول المسكين بيده.

وهذا الثاني: أخرجه أحمد في الزهد (٩٢٦).

قلت: هذا حديث منكر؛ موسى بن عبيدة الربذي: ضعيف، حدث بأحاديث مناكير، وأظن شيخه، هو: عباس بن عبد الرحمن بن ميناء الأشجعي: روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وهو قليل الرواية جداً؛ فهو في عداد المجاهيل، وعامة روايته عن التابعين، فهو معضل. [انظر: التهذيب (٢/ ٢٩٠)، الثقات (٥/ ٢٥٩)، التاريخ الكبير (٥/٧)، الجرح والتعديل (٦/ ٢١١)].

• وأما الحديث الثاني:

فقد رواه مطهر بن الهيثم: حدثنا علقمة بن أبي جمرة الضبعي [مجهول]، عن أبيه أبي جمرة الضبعي، عن ابن عباس قال: كان رسول الله لا يكل طهوره إلى أحد، ولا صدقته التي يتصدق بها، يكون هو الذي يتولاها بنفسه.

أخرجه ابن ماجه (٣٦٢)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (١٦٤١)، والمزي في التهذيب (٢٠/ ٢٩٦). [التحفة (٦٥٣٥)، المسند المصنف (١١/ ٣٦٦/ ٥٤١٤)]

وهذا حديث باطل؛ تفرد به: مطهر بن الهيثم بن الحجاج الطائي البصري، وهو: متروك، منكر الحديث [سؤالات البرذعي لأبي زرعة (٢/ ٣٢٤)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٢٦١)، المجروحين (٣/٢٦)، الميزان (٤/ ١٢٩)، التهذيب (٤/ ٩٤)].

• وروى معاوية بن صالح؛ أن أبا حمزة حدثه؛ أن عائشة، قالت: ما خُير رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وما انتقم رسول الله لنفسه من أحد قط إلا أن يؤذى في الله فينتقم، ولا رأيت رسول الله يكل صدقته إلى غير نفسه، حتى يكون هو الذي يضعها في يد السائل، ولا رأيت رسول الله وكل وضوءه إلى غير نفسه، حتى يكون هو الذي يهيئ وضوءه لنفسه، حتى يقوم من الليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>