وقال الذهبي في تهذيب السنن (٨/ ٣٩٦١/ ١٥٢٠٥): «غريب جداً، رواه أبو يعلى في المفاريد، ومحمد بن سليمان هو: ابن مسمول؛ واه».
قلت: هو حديث منكر؛ محمد بن سليمان بن مسمول المكي: ضعيف الحديث، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه [اللسان (٧/ ١٧١)].
١١ - حديث ابن عباس:
رواه ليث بن أبي سليم، عن طاووس، عن ابن عباس ﵄ قال: كنت أظنه رفعه، قال: «في ابن آدم ثلاثمائة وستون سلامى أو عظم أو مفصل، على كل واحد منها في كل يوم صدقة»، قال: «كلمة طيبة يتكلم بها الرجل صدقة، وعون الرجل أخاه على الشيء صدقة، وشربة الماء تسقيها صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة».
وهذا حديث منكر؛ ليث بن أبي سليم: ضعيف، لاختلاطه وعدم تميز حديثه.
والمعروف في هذا عن طاووس قوله:
فقد رواه الحسين المروزي [واللفظ له]، وهناد بن السري:
عن سفيان بن عيينة، عن عمرو [هو: ابن دينار]، عن طاووس، قال: في الإنسان ثلاثمائة وستون سلامة - أو: سلامى، شك حسين -، على كل سلامي في كل يوم صدقة، فأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردك السلام صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، ومحاملتك عن الدابة صدقة. وزاد ابن طاووس: والكلمة الطيبة صدقة.
أخرجه الحسين المروزي في البر والصلة (٣٠٤)، وهناد في الزهد (٢/ ٥٢٤/ ١٠٨٠)
وهذا مقطوع على طاووس قوله، بإسناد صحيح كالشمس. [تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (١٤/ ٢٧٨/ ١٢٨٥)].
١٢ - حديث أنس بن مالك:
أ - رواه سويد بن سعيد: حدثنا مبارك أبو سحيم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس؛ أن رسول الله ﷺ، قال: «ما من صدقة أفضل من سقي الماء».
أخرجه ابن عدي في الكامل (٨/٢٧)، وأبو طاهر المخلص في العاشر من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٨٨) (٢٤٤٣ - المخلصيات).
وهذا حديث منكر؛ مبارك بن سحيم، مولى عبد العزيز بن صهيب: متروك، منكر الحديث [التهذيب (٤/١٧)].
وسويد بن سعيد الحدثاني: صدوق في نفسه؛ إلا أنه تغير بعدما عمي، وصار يتلقن، فضعف بسبب ذلك. [انظر: ترجمة سويد في فضل الرحيم الودود (١١/ ٥٢٧/ ١٠٩٦)].
ب - ورواه عمر بن مجاشع المدائني، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، أن النبي ﷺ قال لسعد: «ألا أدلك على أمر قليل المرزئة، عظيم الأجر؟»، قال: بلى، قال: «اسق الماء».