زرعة: ليس بالقوي، وهو منكر الحديث، هو مصري [الجرح والتعديل (٥/ ٣٧١)، وانظر: المجروحين (٢/ ١٣٤)].
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»، وذهل عن حكمه عليه في المدخل إلى الصحيح، وتعقبه ابن حجر في الإتحاف (١٢٠٩٩) فقال: «رجاء بن أبي عطاء: ذكره ابن حبان في الضعفاء، وأورد له هذا الحديث، وحكم بأنه موضوع».
وقال الذهبي: «هذا حديث غريب منكر، تفرد به: إدريس أحد الزهاد».
قلت: هذا حديث موضوع؛ آفته: أبو الأشيم رجاء بن أبي عطاء المعافري، قال ابن حبان: «رجاء بن أبي عطاء: شيخ يروي عن المصريين الأشياء الموضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال، ثم اتهمه بهذا الحديث، فقال: «وهذا شيء ليس من حديث رسول الله ﷺ، وقال الحاكم: شيخ للمصريين، صاحب الموضوعات»، وقال أبو نعيم: «شيخ مصري، يروي عنه إدريس بن يحيى الخولاني بالمناكير» [الجرح والتعديل (٣/ ٥٠٤)، المجروحين (١/ ٣٠١)، المدخل إلى الصحيح (٦٠)، الضعفاء لأبي نعيم (٧١)، الاستغناء (٤٢٨)، الميزان (٢/٤٦)].
ب - وروى عبد الله بن يزيد المقرئ [ثقة]: ثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل [المعافري، حيي بن هانئ بن ناضر المصري: تابعي ثقة. التهذيب (١/ ٥١٠)، سؤالات السلمي (١١٥)، فضل الرحيم الودود (١١/ ٢٨٧/ ١٠٥٢)]، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه قال: من سقى مسلماً شربة ماء، باعده الله من جهنم شوط فرس. يعني: حضر فرس.
أخرجه أبو نعيم في الحلية (١/ ٢٨٨).
• ورواه كامل بن طلحة لا بأس به نا ابن لهيعة: نا أبو قبيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: من سقى مسلماً شربة من ماء، باعده الله بها من النار بقدر شوط فرس.
أخرجه أبو الحسن الواحدي في التفسير الوسيط (٢/ ٣٥٧/ ٣٧٣).
وهذا موقوف على عبد الله بن عمرو بإسناد ضعيف؛ لأجل ابن لهيعة، وقد اضطرب في إسناده.
٩ - حديث رجل سأل النبي ﷺ:
رواه محمد بن جعفر غندر، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وحفص بن عمر الحوضي [وهم ثقات]:
حدثنا شعبة، عن عاصم بن كليب [ثقة]، قال: سمعت عياض بن مرثد، أو مرثد بن عياض، عن رجل منهم؛ أنه سأل رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: «هل من والديك من أحد حي؟»، قال له مرات: قال: لا، قال: «فاسق الماء»، قال: كيف أسقيه؟ قال: اكفهم آلته إذا حضروه، واحمله إليهم إذا غابوا عنه».