الشاهد، وقد وصل إسناده، فرواه عن ابن شهاب: حدثني عبد الرحمن بن مالك بن جعشم المدلجي؛ أن أباه أخبره؛ أن سراقة بن مالك أخبره؛ أنه لما خرج رسول الله ﷺ من مكة مهاجراً إلى المدينة، … الحديث.
أخرجه الطبراني في الكبير (٧/ ١٣٥/ ٦٦٠٣)، والمعافى بن زكريا في الجليس الصالح (٦٩٥).
وهذا حديث صحيح.
قلت: وقع في الرواية الأولى تقصير في إسناده، بإسقاط مالك بن مالك بن جعشم المدلجي من الإسناد؛ فإن هذا الحديث لم يسمعه عبد الرحمن بن مالك من عمه سراقة، ولكنه سمعه من أبيه مالك، عن أخيه سراقة، وهذه الزيادة التي أتى بها محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة في متن الحديث زيادة مقبولة محتملة منهما، كما تقدم بيانه.
• ورواه عبد الرزاق: أنبأ معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن سراقة بن مالك بن جعشم؛ أنه جاء إلى النبي ﷺ في وجعه، فقال: أرأيت الضالة ترد على حوض إبلي، هل لي أجر إن سقيتها؟ قال:«نعم، في الكبد الحرَّى أجر».
أخرجه عبد الرزاق (١٠/ ٤٥٧/ ١٩٦٩٢)، ومن طريقه: أحمد (٤/ ١٧٥)(٧/ ٣٩٣١/ ١٧٨٦٢ - ط المكنز)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٢٨/ ٦٥٨٧)، وأبو نعيم في المعرفة (٣/ ١٤٢٣/ ٣٦٠٠)، والبيهقي (٤/ ١٨٦)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٦/ ١٦٧/ ١٦٦٧). [الإتحاف (٥/ ٦٦/ ٤٩٦٠)، المسند المصنف (٨/ ٤٣٩/ ٤٢٢٩)].
قلت: معمر بن راشد ثقة ثبت من أثبت الناس في الزهري، لكني أخاف أن يكون دخل لعبد الرزاق حديث في حديث؛ فإن معمراً يروي عن الزهري في حديثه الطويل في الهجرة من حديث عروة عن عائشة، حيث بدأ بقصة الهجرة إلى الحبشة، ثم قصة دخول أبي بكر في جوار ابن الدغنة، ثم التجهز لهجرة المدينة، ثم قال معمر وأخبرني عثمان الجزري أن مقسماً مولى ابن عباس أخبره في قصة تآمر قريش لقتل النبي ﷺ، ثم ذكر شيئاً من ذلك من قول قتادة، ثم رجع معمر لحديث الزهري عن عروة في قصة الاختفاء في غار ثور، ثم انتقل معمر إلى حديث الزهري عن عبد الرحمن بن مالك المدلجي عن أبيه عن عمه سراقة، بقصته الطويلة، وهي موضع شاهدنا، لكنه انتهى فيها إلى كتاب الأمان الذي كتبه له عامر بن فهيرة، ولم يذكر قصة قدومه على النبي ﷺ يوم حنين، والذي فيها موضع الشاهد، ثم ختم معمر بقصة دخول المدينة وبناء المسجد النبوي [مصنف عبد الرزاق (٥/ ٣٨٤ - ٣٩٧/ ٩٧٤٣)]، في أربع عشرة صفحة [وقد روى البخاري هذا الحديث من طريق عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة، برقم (٣٩٠٥)].
فأخشى أن يكون عبد الرزاق ركب إسناد عروة بن الزبير على قصة سراقة، وإنما يرويها معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن مالك المدلجي عن أبيه عن عمه سراقة، ضمن حديث الهجرة الطويل، وإنما يروي فيه عروة عن عائشة: قصة الهجرة، وجوار ابن