أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٢٩١/ ١٠٥٨ - السفر الثاني) و (٢/ ٥٢/ ١٦٩٠ - السفر الثالث)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ٢٧٤/ ١٠٢٩) و (٢/ ٢٧٦/ ١٠٣١)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٣/ ١٦٤/ ١٦٣٨)، وابن صاعد في مجلسين من أماليه (٥٠)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٣٣/ ٦٦٠٢)، والدارقطني في الخامس من الفوائد المنتقاة (١)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٤٨٧). [وانظر: أحاديث منتخبة من مغازي موسى بن عقبة لابن قاضي شهبة (٣)].
قلت: وبهذه المتابعة يصح عندي هذا الحديث، بإسناد صحيح متصل، أصله في صحيح البخاري (٣٩٠٦) دون موضع الشاهد، وابن إسحاق وموسى بن عقبة من رواة السير والمغازي، وكانا فيها من المتثبتين، وهذا الحديث من أحاديث السير؛ فيحتمل منهما فيه ما لا يحتمل في غيره، وعليه: فتقصير من قصر بإسناده من أصحاب الزهري؛ لا يضره، والله أعلم.
وعليه: فهو حديث صحيح.
• ورواه صالح بن كيسان [ثقة ثبت، وهو ثبت في الزهري]، وعبد الرحمن بن إسحاق [المدني، المعروف بعباد بن إسحاق ليس به بأس، وليس هو ممن يعتمد على حفظه، ففي بعض حديثه ما ينكر ولا يتابع عليه]:
قال صالح [عند أحمد]: وحدث ابن شهاب؛ أن عبد الرحمن بن مالك أخبره؛ أن سراقة بن جعشم دخل على رسول الله ﷺ في وجعه الذي توفي فيه، قال: فطفقت أسأل رسول الله ﷺ حتى ما أذكر ما أسأله عنه فقال: اذكره، قال: وكان مما سألته عنه؛ أن قلت: يا رسول الله الضالة تغشى حياضي، وقد ملأتها ماء لإبلي، هل لي من أجر في أن أسقيها؟ فقال رسول الله ﷺ:«نعم؛ في سقي كل كبد حرى أجر الله ﷿».
ولفظ عبد الرحمن بن إسحاق [عند الطبراني]: عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم [وفي رواية الحاكم: عبد الرحمن بن كعب بن مالك]، عن عمه سراقة بن مالك، قال: دخلت على رسول الله ﷺ في مرضه الذي قبضه الله فيه، فسألته، فما سألته عن شيء إلا أخبرنيه، حتى إني لأذكر شيئاً الليلة فيما أذكره، قال: فكان مما سألته عنه؛ أن قلت له: أرأيت الرجل يفرغ في حوضه، فترد عليه الهمل من الإبل والضالة، أله أجر في أن يسقيها؟ فقال:«لك في كل كبد حرى أجر».
أخرجه أحمد (٤/ ١٧٥)(٧/ ٣٩٣٠/ ١٧٨٦١ - ط المكنز)، ومسدد في مسنده (٤/ ٣٣٥/ ٣٦٩٦ - مطالب)، وأبو يعلى (٤/ ٣٣٥/ ٣٦٩٦ - مطالب)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٣١/ ٦٥٩٨) و (٧/ ١٣٢/ ٦٥٩٩)، والحاكم (٣/ ٦١٩)(٨/ ٢٥٧/ ٦٧٤٥ - ط الميمان). [الإتحاف (٥/ ٦٦/ ٤٩٦٠) و (٥/ ٧٢/ ٤٩٦٨)، المسند المصنف (٨/ ٤٤٠/ ٤٢٣٠)].
• وصالح بن كيسان، ممن روى عن الزهري، قصة سراقة في الهجرة بتمامها، وقصة قدومه على النبي ﷺ بعد فراغه من حنين، حين أسلم سراقة؛ إلا أنه لم يسق فيه موضع