للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• وروي معناه موقوفاً أيضاً على ابن مسعود بإسناد غريب [أخرجه ابن أبي الدنيا في اصطناع المعروف (١٠٢)، وفي قضاء الحوائج (٣٠)، وعلقه ابن حبان في الثقات (٨/١٨)]

• وروي من حديث ابن عباس مرفوعاً:

رواه محمد بن معمر [محمد بن معمر بن ناصح، أبو مسلم الذهلي الأصبهاني الأديب: روى عنه أبو نعيم الحافظ وأهل أصبهان. تاريخ أصبهان (٢/ ٢٥٥)، تاريخ الإسلام (٨/ ٩٠ - ط الغرب)]: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن داود المؤدب [محمد بن أحمد بن داود بن سيار أبو بكر المؤدب: بغدادي، لا بأس به. سؤالات الحاكم (١٩٣)، تارخ بغداد (٢/ ١٣٢ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٦/ ١٠٠٩ - ط الغرب)]: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا بقية: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله : «من كسا ولياً لله ثوباً، كساه الله من خضر الجنة، ومن أطعمه على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه على ظمأ، أسقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة».

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٧/ ٥١)، وفي مدح التواضع (٢٧).

وهذا حديث باطل؛ لم يروه من أصحاب بقية بن الوليد الحمصي، سوى هشام بن عمار الدمشقي، ولم يروه من حديث هشام إلا رجل من أهل بغداد، ولا عنه سوى رجل من أهل أصبهان.

فهل تلقنه هشام بن عمار؟ أم أخطأ بعضهم في نسب هشام؟ فقال فيه: ابن عمار، وهو ابن خالد؛ فإن أبا بكر محمد بن أحمد بن داود بن سيار المؤدب، معروف بالرواية عن هشام بن خالد الدمشقي، وهو ممن كان يسوي حديث بقية، أم سواه بعضهم على بقية؟ وصرح فيه بالتحديث عن ابن جريج، ولا يثبت فيه عندي هذا التصريح بالسماع؛ لعدم الوثوق بالإسناد إلى بقية؛ فإن لبقية عن ابن جريج غير حديث موضوع؛ دلسها بقية، وأسقط الضعفاء، ورواها عن ابن جريج بلا واسطة. [انظر مثلاً: علل الحديث لابن أبي حاتم (٢٤٤٢ و ٢٦٦٣)، المجروحين (١/ ٢٠٢)، بيان الوهم (٤/ ١٦٨/ ١٦٣٣)، السير (٨/ ٥٢٤)]

وقد سبق أن تكلمت عن هذا الإسناد الذي تروى به الموضوعات عن بقية [راجع: فضل الرحيم الودود (٧/ ٤٢٩/ ٦٧٦) و (١٠/ ٦٦/ ٩١٣) و (١٨/ ٤٣٩/ ١٥٢٠)].

ومما قلت في الموضع الأخير فيمن كان يسوي حديث بقية: قال أبو حاتم في حديث رواه هشام بن خالد، قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال أبو حاتم: هذا حديث موضوع لا أصل له، وكان بقية يدلس؛ فظنوا هؤلاء أنه يقول في كل حديث: حدثنا، ولا يفتقدون الخبر منه، ثم أعاد حكمه هذا بنفس العبارة على ثلاثة أحاديث مروية بهذا الإسناد، كما ذكر أيضاً أنه كان يلقن، وقرنه في ذلك بهشام بن عمار وسليمان بن شرحبيل، فقال مرة عن حديث وصفه بأنه كذب: ورأيت هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>