وقال النووي في المجموع (٦/ ٢٣٦): «وحديث عمر ﵁ صحيح».
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٧/ ٤١٣): «حديث صحيح».
قلت: هو حديث صحيح، وإسناد هذا الحديث من لدن زيد بن أسلم فمن فوقه على شرط الشيخين أخرجا به أحاديث [انظر: التحفة (١٠٣٨٥ - ١٠٣٨٩ و ١٠٣٩٣ - ١٠٣٩٦)].
وهشام بن سعد: صدوق، من أثبت الناس في زيد بن أسلم، أخرج له مسلم عن زيد بن أسلم، وقال أبو داود:«هشام بن سعد: أثبت الناس في زيد بن أسلم» [التهذيب (٤/ ٢٧٠)].
• تابع الفضل بن دكين [وهو: ثقة ثبت]:
القاسم بن الحكم العربي الهمذاني: صدوق: عن هشام بن سعد: ثنا زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب، قال: أمر رسول الله ﷺ أن يتصدق، ووافي ذلك مالاً عندي مجتمعاً، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر؛ إن سبقته يوماً، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله ﷺ:«ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، قال: ثم أتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله ﷺ: «ما أبقيت لأهلك؟»، قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقك إلى شيء أبداً.
أخرجه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السُّنَّة (١١٣)، وعنه: الحسن بن علي الجوهري في أربعة مجالس من أماليه (٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٠/ ٦٤).
قلت: وهذا حديث صحيح.
قال ابن شاهين وأبو نعيم: تفرد بهذه الفضيلة أبو بكر، لم يشركه فيها أحد».
• ورواه إسحاق بن محمد الفروي، قال: نا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: أمرنا رسول الله ﷺ بالصدقة، فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله ﷺ:«ما أبقيت لأهلك؟»، قلت: مثله، وجاء أبو بكر بكل مال عنده، فقال:«يا أبا بكر! ما أبقيت لأهلك؟»، قال: الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبداً.
أخرجه البزار (١٥٩).
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عمر، عن عمر إلا من هذا الوجه، وقد رواه زيد بن أسلم عن أبيه، عن عمر عن النبي ﷺ.
قلت: هذا حديث منكر من حديث نافع عن ابن عمر؛ عبد الله بن عمر العمري: ليس بالقوي، وقد تفرد به عنه: إسحاق بن محمد الفروي، وهو ممن لا يحتمل تفرده، وفيه ضعف، ولم يعتمده البخاري، ولم يخرج له شيئاً تفرد به، إنما أخرج له في المتابعات، ولم يخرج له حديثاً واحداً تفرد به عن مالك ولا عن غيره، ولا أخرج له شيئاً من أوهامه على كثرتها، وهذا منها [راجع: ترجمته مستوفاة في فضل الرحيم الودود (١٧/ ١٤٥٥/ ٥٤٤)].