للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تنبيهات:

• الأول: استدل بعضهم بالحديث بلفظ: «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول» [ومن أوائل من ساقه بهذا اللفظ بغير إسناد، دون ذكر صحابيه: الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (١/ ٦٢٨)، وكثر ترداده في كثير من كتب الفقه الحنفي والشافعي والحنبلي]، ولم أقف عليه مسندا بهذا اللفظ؛ إلا ما جاء في معناه من حديث جابر مرفوعا: «ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا» [عند مسلم، وقد تقدم]، والمشهور من هذا الحديث: «وابدأ بمن تعول» [متفق عليه].

وعلى هذا: فهو مركب من حديثين، ولا أصل له بهذا اللفظ.

قال ابن الملقن في البدر المنير (٥/ ٦٢٦): «قوله : «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول».

هذا الحديث يتكرر على ألسنة جماعات من أصاحبنا، كالإمام، والغزالي، وصاحب المهذب، وغيرهم، ولم أره كذلك في حديث واحد؛ نعم في صحيح مسلم من حديث جابر، في قصة بيع المدبر: «ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك».

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة، قال رسول الله : «أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول» .... ».

• الثاني:

اشتهر في بعض كتب الفقه حديث: «لا يقبل الله صدقة رجل، وذو رحمه محتاج»، ولم أقف له على إسناد بهذا اللفظ. [انظر: المعونة للقاضي عبد الوهاب (١٦٠١)، الحاوي للماوردي (٣/ ٣٨٨) و (٨/ ٥٣٢) و (١٥/ ٣٠٤)، بحر المذهب للروياني (٦/ ٣٦٨) و (١٠/ ٤٠٥)، البيان للعمراني (٣/ ٤٤٧)، وغيرها].

ولعل من ذكره بهذا اللفظ اختصره من الحديث الذي:

رواه مقدام بن داود المصري نا خالد بن نزار نا عبد الله بن عامر الأسلمي، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : «والذي بعثني بالحق! لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم، ولان له في الكلام، ورحم يتمه وضعفه، ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله».

وقال: «يا أمة محمد، والذي بعثني بالحق! لا يقبل الله يوم القيامة صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صدقته، ويصرفها إلى غيرهم، والذي نفسي بيده لا ينظر الله إليه يوم القيامة».

أخرجه الطبراني في الأوسط (٨/ ٣٤٦/ ٨٨٢٨)، وفي مكارم الأخلاق (١٠٥). قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عبد الله بن عامر، تفرد به: خالد بن نزار».

قلت: هو حديث باطل؛ تفرد به عن الزهري دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>