• رواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي [ثقة]: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:«خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول».
قال: سئل أبو هريرة: ما «من تعول»؟ قال: امرأتك، تقول: أطعمني أو أنفق علي شك أبو عامر، أو طلقني، وخادمك يقول: أطعمني واستعملني وابنتك تقول: إلى من تذرني؟
قلت: وهذا حديث صحيح، إسناده صحيح، على شرط مسلم [التحفة (١٦/ ١٢٣١٦)]، وهشام بن سعد: صدوق، من أثبت الناس في زيد بن أسلم، قال أبو داود:«هشام بن سعد: أثبت الناس في زيد بن أسلم» [التهذيب (٤/ ٢٧٠)].
• وبهذا يتبين أن الشطر الثاني من الحديث إنما هو من قول أبي هريرة موقوفاً عليه، وأنه لما سئل عن ذلك، صرح بأنه من كيسه [على حد قول أبي هريرة]، وليس من قول رسول الله ﷺ، كما جاء ذلك مصرحاً به في حديث الأعمش وزيد بن أسلم، لكن لما كان التفسير متصلاً بالحديث المرفوع، ظنه بعضهم من كلام النبي ﷺ؛ حتى إن بعض الرواة أسقط الحديث المرفوع، واقتصر منه على المدرج؛ وجعله من قول النبي ﷺ؛ فاحتج به بعضهم على التفريق بين الزوجين إذا لم ينفق عليها.
قال ابن حزم في المحلى (٩/ ٢٥٦) بعد إيراد رواية البزار المدرجة: «فنظرنا في هذا الخبر، فوجدنا هذه الزيادة ليست عن رسول الله ﷺ»، ثم احتج على بيان فصل المدرج من المرفوع، برواية حفص بن غياث عند البخاري، ثم قال:«فبطل الاحتجاج بهذا الخبر».
أدرجه سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان، وعاصم بن بهدلة:
• رواه عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ [ثقة ثبت]: حدثنا سعيد بن أبي أيوب [الخزاعي المصري: ثقة ثبت]: حدثني ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، أنه قال:«خير الصدقة ما كان منها عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول».
فقيل: من أعول يا رسول الله؟ قال:«امرأتك ممن تعول، تقول: أطعمني وإلا فارقني، وجاريتك تقول: أطعمني واستعملني وولدك يقول: إلى من تتركني؟».
أخرجه النسائي في الكبرى (٨/ ٢٨١/ ٩١٦٧)، وأحمد (٢/٥٢٧)(٤/ ٢٢٣٠/ ١٠٩٧٢ - ط المكنز)، والبزار (١٥/ ٣٣٨/ ٨٨٩٥)، وابن المنذر في الأوسط (٩/٤٨/٧٥١٣)[وفي سنده سقط]. وأبو محمد الفاكهي في فوائده عن ابن أبي مسرة (١)، والدارقطني (٤/ ٤٥٢ - ٤/ ٤٥٣/ ٣٧٨٠)، وابن بشران في سبعة مجالس من أماليه (٢٧)، والبيهقي في السنن (٧/ ٤٧٠)، وفي الخلافيات (٦/ ٤٧٩/ ٤٧٠٩)، وإسماعيل الأصبهاني