وكذلك شعبة، فقال: عن سليمان، قال: سمعت ذكوان يحدث، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ؛ أنه قال:«خير الصدقة ما ترك غنى؛ أن تتصدق عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول، واليد العليا أفضل من اليد السفلى».
وقد فصل أبو يحيى الحماني بداية المدرج، فقال: قال رسول الله ﵊: «خير الصدقة ما كانت عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول».
قال: فكان أبو هريرة يقول: تقول امرأتك: إما أن تطعمني وإما أن تطلقني، ويقول خادمك: أطعمني واستخدمني، ويقول ولدك: إلى من تكلنا؟ قيل لأبي هريرة: هذا شيء سمعته من رسول الله ﵊، أو شيء زدته من كيسك؟ قال: لا بل من كيسي.
وكذلك رواه البيهقي بإسناد صحيح إلى أبي معاوية وأبي أسامة مفصولاً: قال رسول الله ﷺ: «إن أفضل الصدقة ما ترك غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول».
قال أبو هريرة: تقول امرأتك: أطعمني وإلا فطلقني. ويقول خادمك: أطعمني وإلا فبعني. ويقول ولدك: إلى من تكلني؟
قالوا: يا أبا هريرة، هذا شيء تقوله من رأيك، أو من قول رسول الله ﷺ؟ قال: لا، بل هذا من كيسي.
أخرجه البخاري (٥٣٥٥)، والنسائي في الكبرى (٨/ ٢٨٠/ ٩١٦٥)، وأحمد (٢/ ٢٥٢ و ٤٧٦ و ٤٨٠)(٣/ ١٥٦٤/ ٧٥٤٧ - ط المكنز) و (٤/ ٢١١٣/ ١٠٣١٣ - ط المكنز) و (٤/ ٢١٢٠/ ١٠٣٦٦ - ط المكنز)، ووكيع في نسخته عن الأعمش (١٢)، وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (٦)، والبزار (١٦/ ٨٣/ ٩١٤١)[ولم يبين الإدراج]. وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/٤٠/٦٤ و ٦٥ - مسند عمر)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (٦٣٨)، والبيهقي (٧/ ٤٦٦ و ٤٧١)(١٦/ ٥١/ ١٥٧٨٩ - ط هجر) و (١٦/ ٦٢/ ١٥٨٠٨ - ط هجر)، والبغوي في شرح السنة (٦/ ١٧٨/ ١٦٧٤)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٣/ ٦٦/ ١٩٣٧)، وابن عساكر في المعجم (١٤٥٣)، والضياء المقدسي في المنتقى من مسموعاته بمرو (٨٠٤). [التحفة (٩/ ٨٤/ ١٢٣٦٦)، أطراف المسند (٧/ ٩١٣١/ ١٧٥)، المسند المصنف (٣١/ ٣٨٢/ ١٤٤١٤)].
• وروي من حديث وكيع بن الجراح، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله مرفوعاً بعدة أحاديث في سياق واحد [أخرجه أبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٧٥)] [وهو حديث باطل؛ إسناده مجهول] [وانظر: صحيح مسلم (٥٤)، وغيره] [وانظر: ما تقدم من حديث ابن مسعود تحت الحديث السابق برقم (١٦٤٨)].
وقد جاء فصل الموقوف عن المرفوع بما لا لبس فيه؛ من رواية هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح: