للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• ورواه يزيد بن موهب [هو: يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الحمداني الرملي: ثقة]، قال: حدثنا ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظفري، عن محمود بن لبيد، عن جابر بن عبد الله، قال: إني لعند رسول الله ، إذ جاءه رجل بمثل البيضة من ذهب، قد أصابها من بعض المغازي، فقال: يا رسول الله، خذ هذه مني صدقة، فوالله ما أصبح لي مال غيرها، قال: فأعرض عنه النبي ، فجاءه من شقه الآخر، فقال له مثل ذلك، فأعرض عنه النبي ، ثم جاءه من قبل وجهه، فأخذها منه، فحذفه بها حذفة لو أصابه عقره أو أوجعه، ثم قال: «يأتي أحدكم إلى جميع ما يملك فيتصدق به، ثم يقعد يتكفَّفُ الناس، إنما الصدقة عن ظهر غنى، خذ عنا مالك لا حاجة لنا به».

أخرجه ابن حبان (٨/ ١٦٦/ ٣٣٧٢). [الإتحاف (٣/ ٥٦٧/ ٣٧٦٣)، المسند المصنف (٥/ ٢٧٥/ ٢٦٣٧)].

هكذا رواه عن عبد الله بن إدريس [كوفي، ثقة ثبت]: عثمان بن أبي شيبة، ويزيد بن موهب، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وهو: أحفظهم، وأضبطهم لحديثه، وكان ثقة متقناً، وقد أفادنا في هذه الرواية بيان لفظ الأداء لابن إسحاق، حيث إن الدورقي سمع ابن إسحاق يذكر عن عاصم بن عمر بن قتادة هذا الحديث، وهذه اللفظة يستعملها ابن إسحاق فيما لم يسمعه من شيخه.

وهذه القرينة إذا اجتمعت مع خلو جميع طرق هذا الحديث عن ذكر سماع ابن إسحاق من عاصم بن عمر؛ دلت على المقصود [تنبيه: قد ادعى بعضهم أنه صرح بالسماع عند أبي يعلى، وليس بصحيح، بل قد خلت جميع الطرق عن ذكر السماع، والله أعلم]. [انظر: النكت على ابن الصلاح (١/ ٣٦٠)، تغليق التعليق (٣/ ٣٢٣)].

قال أحمد: «إذا قال ابن إسحاق: وذكر؛ لم يسمعه، وهذا يدل على صدقه».

وقد سبق الكلام عن تدليس ابن إسحاق في بحث موسع في فضل الرحيم الودود (٦٩ - ٩/ ٦٣)، وقد بينت هناك أن العنعنة وحدها ليست علة كافية لرد حديث ابن إسحاق، بل الأصل حمل العنعنة على الاتصال حتى يتبين لنا أنه دلس، ومما قلت أيضاً: إن ابن إسحاق وإن ثبت عنه التدليس؛ إلا أنه لم يكن ديدنه وعادته، بدليل روايته عن رجل عن شيخه الذي سمع منه، وروايته عن رجلين عنه، بل إنه لم يكن يعمي تدليسه دائماً بالعنعنة، بل يشير وينبه على عدم السماع بقوله: ذكر فلان، وقال فلان.

قال المروذي: «قال أحمد بن حنبل: كان ابن إسحاق يدلس؛ إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد يبين إذا كان سماعاً قال: حدثني، وإذا لم يكن قال: قال» [العلل ومعرفة الرجال للمروذي (١)، تاريخ بغداد (١/ ٢٣٠)].

وقال عبد الله بن أحمد: «قال أبي: إذا قال ابن إسحاق: وذكر فلان؛ فلم يسمعه» [المنار المنيف (٦)، تحفة التحصيل (٢٧٤)] [قلت: هو في المسند (٤/٢٧) بعد حديث

<<  <  ج: ص:  >  >>