قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس عن النبي ﷺ».
وقال ابن عبد البر: «وقد رواه بعضهم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة، والصحيح فيه عن ابن عباس إن شاء الله».
قلت: والحاصل: فإن من روى هذا الحديث فقال فيه: عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس مرفوعاً، فقد قصر به، وقد رواه بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس مرفوعاً، وهو إسناد جيد في المتابعات، والعمدة على ما رواه ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد القارظي المدني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس مرفوعاً، وهو إسناد مدني صحيح.
• والحاصل: فإن حديث ابن عباس هذا حديث صحيح ثابت، والله أعلم.
• ورواه مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن عطاء بن يسار، أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا أخبركم بخير الناس منزلاً؟ رجل آخذ بعنان فرسه، يجاهد في سبيل الله، ألا أخبركم بخير الناس منزلاً بعده؟ رجل معتزل في غُنيمة، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد الله لا يشرك به شيئاً».
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٥٧٣/ ١٢٨٦ - رواية يحيى الليثي) (١٢٧٦ - رواية القعنبي) (٩٠٧ - رواية أبي مصعب الزهري) (١٤٨٩ - رواية ابن بكير) (١٦٣ - رواية ابن وهب وابن القاسم جمع ابن جوصا). [المسند المصنف (١٣/ ٣٤١/ ٦٤٧٠)].
قال ابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٤٣٩): «مرسل، يتصل من وجوه صحاح حسان»، ثم قال: «هذا حديث مرسل من رواية مالك، لا خلاف عنه فيه، وقد يتصل من وجوه ثابتة عن النبي ﷺ، من حديث عطاء بن يسار وغيره».
وقال أبو بكر ابن العربي في المسالك (٥/٢٢): «هذا حديث مرسل، ويسند من طرق صحاح».
يعنيان بذلك: الأسانيد المتصلة السابقة عن عطاء بن يسار عن ابن عباس؛ فهو حديث صحيح؛ لا يضره إرسال مالك له؛ لاختلاف المخرج عن عطاء بن يسار.
• خالف مالكاً:
فليح بن سليمان [وعنه: جماعة من الثقات]، فرواه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله ﷺ، قال: «ألا أخبركم بخير الناس منزلة؟ رجل آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، ألا أخبركم بخير الناس بعده؟ رجل معتزل في غنيمة يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد الله لا يشرك به شيئاً».
أخرجه أحمد (٢/ ٥٢٣)، وابن أبي الدنيا في العزلة والانفراد (١٧)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٥٥)، وابن منده في الإيمان (١/ ٥٣٧/ ٤٥٤)، والحاكم (٢/ ٦٧)