والحكيم الترمذي محمد بن علي بن الحسن بن بشر نفسه؛ قد تكلم فيه ابن العديم صاحب تاريخ حلب، وكان مما قال فيه:«لم يكن من أهل الحديث وروايته، ولا علم له بطرقه ولا صناعته»، وهو صاحب كتاب «ختم الولاية» الذي كفره بعضهم بسببه، قال بعضهم:«أخرجوا الحكيم من ترمذ، وشهدوا عليه بالكفر» [السير (١٣/ ٤٣٩)، تاريخ الإسلام (٦/ ٨١٤ - ط الغرب)، اللسان (٧/ ٣٨٨)].
• وروي أيضاً من حديث بريدة بن الحصيب [أخرجه إسماعيل الأصبهاني في الحجة (٤٦٤)] [وإسناده واه بمرة؛ تفرد به عن عبد الله بن بريدة: عبد الكريم بن أبي المخارق، أبو أمية البصري: مجمع على ضعفه، وقال النسائي والدارقطني:«متروك»، وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله:«ضعيف»، وفي رواية أبي طالب:«ليس هو بشيء، شبه المتروك». التهذيب (٢/ ٦٠٣)، الميزان (٢/ ٦٤٦)، الجرح والتعديل (٦/ ٦٠)، وفي إسناده أيضاً: صدقة بن عبد الله السمين، وهو: ضعيف، له أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والراوي عنه: عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني الطرائفي: صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضُعف بسبب ذلك، حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين].
ومما جاء في ذم من يُسأل بالله فلا يعطي:
ما رواه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وعبد الله بن المبارك، ويزيد بن هارون، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وشبابة بن سوار، وحسين بن محمد بن بهرام التميمي المروذي، وأسد بن موسى، وعاصم بن علي [وهم ثقات، أكثرهم أثبات]:
أنبأنا ابن أبي ذئب [مدني: ثقة فقيه]، عن سعيد بن خالد القارظي [مدني، ثقة، من الثالثة]، عن إسماعيل بن عبد الرحمن [ابن أبي ذؤيب][ثقة، من الثالثة، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس؛ أن رسول الله ﷺ خرج عليهم وهم جلوس في مجلس]، قال:«ألا أخبركم بخير الناس منزلاً؟» قلنا: بلى يا رسول الله، قال:«رجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله ﷿ حتى يموت، أو يقتل، وأخبركم بالذي يليه؟» قلنا: نعم يا رسول الله، قال:«رجل معتزل في شعب، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرور الناس، وأخبركم بشر الناس؟»، قلنا: نعم يا رسول الله، قال:«الذي يُسأل بالله ﷿، ولا يعطي به». لفظ ابن أبي فديك [عند النسائي].
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٣٦٢)(٢/ ٦٨ - ط الناشر المتميز)، والنسائي في المجتبى (٥/ ٨٣/ ٢٥٦٩)، وفي الكبرى (٣/ ٦٦/ ٢٣٦١)، والدارمي (٢٥٨١ - ط البشائر)، وابن حبان (٢/ ٣٦٧/ ٦٠٤)(١/ ٤٨٢/ ٧٠٨ - التقاسيم والأنواع)، وأحمد (١/ ٢٣٧/ ٢١١٦) و (١/ ٣١٩/ ٢٩٢٩ و ٢٩٣٠) و (١/ ٣٢٢/ ٢٩٦١)، وابن المبارك في الجهاد (١٦٩)، وابن أبي شيبة (٤/ ٢٠٤/ ١٩٣٣١)، وعبد بن حميد (٦٦٩)، وابن أبي عاصم في