• وانظر أيضاً فيمن وهم في إسناده على أبي داود الطيالسي، وزاد في إسناده: عمرو بن مرة بين الأعمش ومجاهد: ما أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (٣/١٦)، وابن المقرئ في المعجم (٢٦٧).
• وممن خالف جماعة الثقات عن الأعمش؛ فلزم الطريق:
مغيرة بن مسلم [صدوق]، حيث رواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «من دعاكم على طعام فأجيبوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن أتى إليكم خيراً فكافئوه، فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه، فادعوا له حتى يعلم أن قد كافأتموه».
أخرجه البزار (١٦/ ١٦٣/ ٩٢٧٢)، وابن جرير في تهذيب الآثار (١١١ - مسند عمر).
قال البزار:«وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة؛ إلا المغيرة بن مسلم، وأحسبه أخطأ فيه؛ لأن هذا الحديث رواه أبو عوانة وعبد العزيز بن مسلم، عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر».
قلت: سلك فيه المغيرة بن مسلم القسملي السراج المدائني الطريق السهل، والجادة المشهورة عن الأعمش، فإن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: جادة مسلوكة، تجري على الأفواه، ويسبق إليها اللسان، وذلك فضلاً عن كون المغيرة: ليس من أصحاب الأعمش، ولا من أهل بلده، وليس من الحفاظ الضابطين؛ فالقول كما قال البزار؛ أخطأ فيه المغيرة.
• وخالفهم فأرسله: معمر بن راشد، فرواه عن الأعمش، عن مجاهد أو غيره، عن أبي صالح، قال: قال رسول الله ﷺ: «من سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم إلى خير فأجيبوه، ومن صنع بكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له، حتى يرى أن قد كافأتموه».
أخرجه معمر في الجامع (١٠/ ٤٣٦/ ١٩٦٢٢)(١٠/ ٥٣/ ٢٠٦٧٩ - ط التأصيل). [المسند المصنف (١٦/ ١٤٦/ ٧٥٨٣)].
قلت: معمر بن راشد: ثقة، وهو ثبت في الزهري وابن طاووس، وكان يضعف حديثه عن أهل الكوفة والبصرة، وليس هو من أصحاب الأعمش، بل هو ممن يهم عليه، وقد كان سيئ الحفظ لحديث قتادة والأعمش. [انظر: شرح العلل (٢/ ٧٠٩ و ٧٧٤)].
وهذا من أوهام معمر على الأعمش، فقد وهم عليه في إسناده مرتين، مرة بإرساله، وهو من مسند ابن عمر، ومرة بجعله عن أبي صالح، وإنما يرويه الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر، هكذا رواه جماعة من ثقات أصحاب الأعمش، وهو المحفوظ في هذا الحديث؛ كما قال الدارقطني وغيره.