للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه». لفظ قتيبة [عند النسائي]، والحماني [عند الحكيم الترمذي]، ولفظ سريج [عند أحمد (٥٧٤٣)، والحاكم (٢/ ٦٤)، والبيهقي في الآداب]: «من سألكم بالله فأعطوه، ومن استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه، فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه، ومن استجاركم [بالله] فأجيروه».

قلت: الأشبه أن المحفوظ في هذا الحديث عن أبي عوانة، وتابعه على ذلك بعض الثقات عن الأعمش: بإثبات هذه الجملة: «ومن دعاكم فأجيبوه»، وأما زيادة: «ومن استجار بالله فأجيروه»؛ فهي زيادة شاذة، والله أعلم [راجع: تخريجي للحديث في الذكر والدعاء (٣/ ٨٦٧/ ٣٨٧)].

• خالف هذا الجمع من ثقات أصحاب الأعمش؛ فزاد فيه رجلاً:

محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي [ثقة]، عن أبيه [أبو عبيدة عبد الملك بن معن المسعودي: ثقة]، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي [إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي: كوفي، ثقة، من الخامسة]، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله : «من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه».

وفي رواية: «من أعطاكم فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا الله حتى تروا أنكم قد كافأتموه».

أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١٠٩ و ١١٠ - مسند عمر)، وابن حبان (٨/ ١٦٩/ ٣٣٧٥) و (٨/ ٢٠٠/ ٣٤٠٩)، وقاضي المارستان في مشيخته (٦٨٦). [الإتحاف (٨/ ٦٣٤/ ١٠١١٤)، المسند المصنف (١٦/ ١٤٦/ ٧٥٨٣)].

قال ابن حبان بعد أن رواه من طريق جرير: «قصر جرير في إسناده، لأنه لم يحفظ إبراهيم التيمي فيه.

وقال الدارقطني في العلل (١٢/ ٣٧٤/ ٢٨٠١) بعد ذكر بعض الاختلاف على الأعمش: «والصحيح: عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر.

وكذلك رواه ليث بن أبي سليم، والعوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عمر». وقال الحاكم: هذه الأسانيد المتفق على صحتها لا تُعلَّل بحديث محمد بن أبي عبيدة بن معن، عن أبيه، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن مجاهد».

قلت: كان يمكن الحكم لرواية من زاد في هذا الإسناد رجلاً، وإن كان واحداً؛ على اعتبار أن الأعمش قد دلس هذا الإسناد، ولم يسمعه من مجاهد، حيث كان يرويه في الغالب مدلساً، لكنه صرح بالواسطة حينما حدث به أبا عبيدة المسعودي؛ لكنا لم نجد الحديث معروفاً من حديث إبراهيم التيمي إلا من هذا الوجه، وقد روي من طرق أخرى عن مجاهد، وليس فيها ذكر إبراهيم، وإبراهيم التيمي: مشهور الحديث، ولا يُعرف بالرواية عن مجاهد إلا من هذا الوجه، مما يدل على وهم رواية أبي عبيدة هذه، والله أعلم، وأن الصواب هو ما ذهب إليه الدارقطني والحاكم، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>