للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هكذا قال فيه: عن أم خداش، وهو وهم؛ إنما هو: أبو خداش حبان بن زيد الشرعبي.

• وروي من حديث الأوزاعي، ولا يثبت عنه أخرجه أبو الشيخ في ذكر الأقران (١٥١) [والتبعة فيه على مسلمة بن علي الخشني، وهو متروك، منكر الحديث، حديثه لا شيء، لا يشتغل به. التهذيب (٤/ ٧٦)، الميزان (٤/ ١٠٩)].

• قال ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٤٠٠/ ٩٦٥)، وفي المراسيل (٩٤٥): «سألت أبي عن حديث رواه أبو إسحاق الفزاري، عن رجل من أهل الشام، عن أبي عثمان، عن أبي خداش؛ قال: كنا في غزاة، فنزل الناس منزلاً، فقطع الناس الطريق، ومدوا الحبال على الكلا، فلما رأى ما صنعوا، قال: سبحان الله! لقد غزوت مع رسول الله غزوات، فسمعته يقول: «الناس شركاء في ثلاث في الماء، والكلأ، والنار»؟

قال أبي: هذا الرجل من أهل الشام هو عندي: بقية، وأبو عثمان هو عندي: حريز بن عثمان، وأبو خداش لم يدرك النبي ، إنما حكى عن رجل من أصحاب النبي .

كذلك حدثنا أبو اليمان، وعلي بن الجعد، عن حريز - كما وصفت - وإنما لم يسمه أبو إسحاق؛ لأنه كان حياً في ذلك الوقت».

قلت: حديث أبي إسحاق الفزاري وصله الحارث بن أبي أسامة (٤٤٩ و ٦٣١ - بغية الباحث)، وابن منده في معرفة الصحابة (٢/ ٨٤٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٨٧٧/ ٦٧٦٤)، والخطيب في الموضح (٢/٤٨).

ثم قال ابن منده: «هكذا رواه أبو إسحاق الفزاري، وأبو عثمان هذا حريز بن عثمان. وروى هذا الحديث أبو اليمان، عن حريز بن عثمان، عن حبان، ويكنى أبا خداش، أو عن أبي خداش؛ أن شيخاً من شرعب نزل بأرض الروم، ثم ذكر الحديث نحوه، وهذا هو الصواب». وقال نحوه أبو نعيم.

وقال ابن عبد البر في الاستغناء (٩٧) «أبو خداش الشرعبي، قيل: اسمه حبان بن زيد، اختلف في صحبته، حديثه عن النبي أنه قال: «الناس شركاء في الماء والكلأ والنار»، وقد روي هذا الحديث عن أبي خداش، عن رجل من الصحابة، عن النبي ، وهو أصح، والله أعلم» [وقد فصل القول فيه في الاستيعاب (٤/ ١٦٣٤)، وجزم فيه بعدم صحبته، وبتخطئة الرواية الأولى، وقال: «وهذا هو الصحيح قول من قال: أبو خداش، عن رجل من أصحاب النبي ، لا قول من قال: عن أبي خداش رجل من أصحاب النبي »].

قلت قول أبي حاتم: «وأبو خداش لم يدرك النبي ، إنما حكى عن رجل من أصحاب النبي »، يدل أن لا واسطة بين أبي خداش حبان بن زيد الشرعبي، وبين صحابي هذا الحديث؛ بل قد سمعه وحضر الواقعة؛ كما بينا قبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>