قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن جرير بن حازم دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: محمد بن الحسن القردوسي، وهو مجهول، منكر الحديث [ضعفاء العقيلي (٤/ ٥١)، اللسان (٧/ ٦٤)].
٦ - عن سمرة بن جندب:
رواه ابن أبي أويس [ليس به بأس، وله غرائب]: حدثني عبد الله بن وهب [ثقة حافظ]، عن مسلمة بن علي، عن عبد الرحمن بن يزيد عن مكحول، عن سمرة بن جندب؛ أن رسول الله ﷺ قال: «لا يقطع طريق، ولا يمنع فضل ماء، ولا ابن سبيل عارية الدلو، أو الرشاء والحوض، إن لم يكن معه أداة تغنيه، وتخلي بينه وبين الركية فيسقي».
أخرجه ابن زنجويه في الأموال (١٠٩٥).
قلت: وهذا حديث منكر؛ تفرد به عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر دون بقية أصحابه: مسلمة بن علي الخشني، وهو متروك، منكر الحديث، حديثه لا شيء، لا يشتغل به [التهذيب (٤/ ٧٦)، الميزان (٤/ ١٠٩)].
ورواه موسى بن هارون [الحمال]، الحافظ الكبير الحجة الناقد، مشهور بالحفظ والإتقان ونقد الرجال: ثنا مروان بن جعفر السمري: ثنا محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة: ثنا جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة؛ أن رسول الله ﷺ كان يقول: «لا يقطع طريق، ولا يمنع فضل ماء، ولابن السبيل عارية الدلو والرشا والحوض إن لم يكن أداة تغنيه، ويخلى بينه وبين الركية يسقي، ولا يمنع المحفر إذا نزل الحافر خمسة وعشرين ذراعا عطنا للماشية».
أخرجه الطبراني في الكبير (٧/ ٢٦٠/ ٧٠٦٠).
قال الدارقطني: «هذا من صحيفة سمرة، وليس له مخرج إلا من جهتهم، وليس فيهم مجروح» [الإتحاف (٦/٣٠/٦٠٧٧)].
وقال ابن حزم في المحلى (٤/٤١): «حديث سمرة ساقط؛ لأن جميع رواته ما بين سليمان بن موسى، وسمرة ﵁: مجهولون، لا يعرف من هم».
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٣/ ١٧٠): «من الحجة في إيجاب الصدقة في عروض التجارة مع ما تقدم من عمل العمرين ﵄: حديث سمرة بن جندب عن النبي ﷺ، ذكره أبو داود وغيره بالإسناد الحسن عن سمرة».
وقال ابن سيد الناس: «هذا إسناد لا بأس به».
وقال ابن عبد الهادي في التنقيح (٣/ ٨١/ ١٥٦٢): «انفرد أبو داود بإخراج هذا الحديث، وإسناده حسن غريب، وقد روى به أبو داود أحاديث».
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٥/ ٥٩٢): «وإسناد هذا الحديث جيد».
قالوه في حديث زكاة العروض، وقد تقدم تخريجه برقم (١٥٦٢).
وراجع بقية أقوال العلماء في هذا الإسناد: فضل الرحيم الودود (٥/ ٣٧٣/ ٤٥٦).