للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وإنما البلاء فيه من خطاب بن عمر الهمداني جزما، وقد أصاب العقيلي حينما عصب الجناية به وحده، وأنه المتهم بوضع هذا الحديث، والله أعلم.

وبذا يظهر براءة محمد بن يحيى بن قيس المأربي مما نسبه إليه ابن عدي، ويسقط عنه الجرح المنسوب إليه بأن أحاديثه مظلمة منكرة، فإنه قد توبع على حديثه في الإقطاع، وليس هو بمنكر الحديث، بل هو ثقة، كما قال الدارقطني، وإنما دخل الخلل في حكم ابن عدي عليه، لما عصب جناية الحديث الموضوع في البلدان بمحمد بن يحيى هذا، وهو بريء منه، والله أعلم.

وقد احتج بحديث إقطاع الملح: عبد الحق في الأحكام الوسطى (٣/ ١٠٢)، ولم يتكلم على إسناده بشيء.

لكن تعقبه ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٥/ ٨٠/ ٢٣٢٣) بقوله: «كل من دون أبيض بن حمال: مجهول، وهم خمسة، ما منهم من يعرف له حال، ومنهم من لم يرو عنه شيء من العلم إلا هذا، وهم الأربعة، يستثني منهم: محمد بن يحيى بن قيس، فإنه قد روى عنه جماعة» [وانظر أيضا: بيان الوهم (٢/٦٢/٣٣) و (٥/ ٢٠٩/ ٢٤٢٢)].

قلت: الجهالة ليست شيئا واحدا، نعم؛ المجهول حديثه بين الرد والقبول بحسب القرائن الدالة على ذلك، على ما سبق بيانه مرارا.

وقد سبق أن قررت أن حديث المجهول لا يقبل ولا يرد لمجرد كون راويه مجهولا، وإنما العبرة في ذلك بالقرائن الدالة على كون المجهول حفظ الحديث، ووافق فيه الثقات، أم أنه خالفهم، وأتى فيه بما ينكر عليه.

[وقد سبق الكلام مرارا عن حديث المجهول، وأن حديثه إذا كان مستقيما فإنه يكون مقبولا صحيحا؛ وذلك في فضل الرحيم الودود (٨/ ٣٥٣/ ٧٥٩)، كما أن حديث المجهول يعتبر مردودا؛ إذا تفرد بما لم يتابع عليه، أو خالف الثقات فيما يرويه، وانظر أيضا فيما قبلته أو رددته من حديث المجهول: فضل الرحيم الودود (٨/ ٥١٠/ ٧٨٨) و (٨/ ٥٤٥/ ٧٨٨) و (٨/ ٥٨٥/ ٧٩٥) و (٩/ ١٦٠/ ٨٢٥) و (١٠/ ٤٣٠/ ٩٩١) و (١١/ ٣٧٩/ ١٠٧٠) و (١١/ ٥٤٠/ ١١٠٠) و (١٠/١٢/١١٠٦) و (١٢/ ٣٨٦/ ١١٨٤) و (١٣/ ١٥٢/ ١٢٢٥) والأحاديث بأرقام (١٣٦٨ و ١٤٤٦ و ١٤٦٣ و ١٤٧٧ و ١٤٧٨ و ١٥٠٠ و ١٥٥٧ و ١٥٦١ و ١٥٧٨ و ١٥٨٨ و ١٥٩٣ و ١٦٣٢ و ١٦٣٤ و ١٦٤١ و ١٦٤٣ و ١٦٤٤ و ١٦٤٦ و ١٦٤٧ و ١٦٦٠)].

* وقد سبق أن رددت حديث بهيسة عن أبيها، وهو حديث الباب؛ لثلاثة أسباب:

الأول: اضطراب كهمس بن الحسن في إسناده ومتنه؛ حيث اختلف الثقات الحفاظ عليه اختلافا شديدا.

الثاني: أن إسناده مسلسل بالمجاهيل، فيه أربعة مجاهيل: سيار بن منظور، وأبوه، وبهيسة، وأبوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>