للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال في الموضع الثاني بعد رواية محمد بن كثير ومصعب عن الثوري؛ بجعله من مسند عائشة: «هذا حديث صحيح، له طرق في الصحيح، على وجوه في إسناده، وهذا هو المحفوظ من حديث سفيان؛ على أنه خولف عنه، وأم أسماء: قتيلة بنت عبد العزى».

قلت: تقدم بيان أن من جعله من مسند عائشة؛ فقد وهم، وأن هذا الحديث يرويه: هشام بن عروة، ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان عن عروة، عن أسماء.

ورواه أيضا: هشام، عن امرأته فاطمة بنت المنذر، عن جدتها أسماء. • ومن الأباطيل في ذلك:

ما رواه عبد الله بن شبيب، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة [كذا، وهو: أبو بكر بن شيبة]، قال: حدثنا أبو قتادة العدوي [كذا في المطبوعات الثلاث: العدوي، والصحيح: العذري]، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ، وأسماء، أنهما قالتا: قدمت علينا أمنا المدينة، وهي مشركة، في الهدنة التي كانت بين قريش وبين رسول الله ، فقلنا: يا رسول الله إن أمنا قدمت علينا راغبة، أفنصلها؟ قال: «نعم؛ فصلاها».

أخرجه البزار (١٨/ ١٧٠/ ١٥١) (٢/ ٣٧١/ ١٨٧٣ - كشف الأستار) (٢/ ٢٤١/ ١٧٨٤ - مختصر زوائد البزار).

قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم يروى عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ، وأسماء، إلا من هذا الوجه».

وقال ابن كثير في تفسيره (٨/ ٩١): «وهو منكر بهذا السياق؛ لأن أم عائشة هي: أم رومان، وكانت مسلمة مهاجرة، وأم أسماء غيرها، كما هو مصرح باسمها في هذه الأحاديث المتقدمة، والله أعلم».

وقال ابن حجر: «إسناده ضعيف».

قلت: هو حديث باطل من حديث الزهري، تفرد به عنه ابن أخي الزهري؛ محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله، وكان سيئ الحفظ، تفرد عن عمه بأحاديث لم يتابع عليها، وهذا منها [التهذيب (٣/ ٦١٦)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٦)].

والراوي عنه: أبو قتادة العذري، من ولد عبد الله بن ثعلبة بن صغير حليف بني زهرة، يقال له: أبو قتادة بن يعقوب بن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري: لم أقف له على ترجمة، وقال الهيثمي: «لم أعرفه»، قلت: وأحاديثه غرائب ومناكير، وهذا منها. [انظر: مسند البزار] (١٣/٣٤/٦٣٤١)، المعجم الأوسط للطبراني (٩/ ١١٣/ ٩٢٨٢)، من حديث أبي بكر ابن المقرئ (٦)، علل الدارقطني (١٠/ ٣٨٨/ ٢٠٧٣)، المؤتلف للدارقطني (١/ ٤٨٨)، الثالث من أفراد الدارقطني (٤٧)، أطراف الغرائب والأفراد (١/ ٢٢٩/ ١١٣٤)، الترغيب في فضائل الأعمال لابن شاهين (٢٨١)، مسند الشهاب (١٤٣٨)، تاريخ

<<  <  ج: ص:  >  >>