للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[وعنه: محمد بن أبي بكر المقدمي، وسعدان بن نصر، ويحيى بن آدم، وعلي بن حرب، وهم ثقات، من أصحاب ابن عيينة]:

عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة فاستأذنت رسول الله في صلتها، فقال: «صليها».

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (٢/ ٣٨٠/ ٢٢٣١)، وسعدان بن نصر في جزئه (٦٣)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (٢٧٩)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ١٢٦/ ٣٤١ - ٣٤٣)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٧٠٣)، والبيهقي في السنن (٤/ ١٩١)، وفي الشعب (١١/ ٥٦١/ ٧٥٥٥)، وابن عبد البر في التمهيد (١٤/ ٢٦٤).

قال البيهقي في الشعب: «هكذا رواه سعدان بن نصر عن سفيان، وخالفه الحميدي وغيره، فرووه عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء - وكانت أمها مشركة - قال سفيان: وفيها نزلت: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: ٨]. وكذلك رواه عبد الله بن إدريس، وأبو أسامة، وغيرهما، عن هشام، عن أبيه، عن أسماء».

وقال ابن حجر في الفتح (٥/ ٢٣٣) بعد أن ذكر الاختلاف على ابن عيينة، وأنه قد توبع على الوجهين: «يحتمل أن يكونا محفوظين».

قلت: الوجه الأول: هشام، عن أبيه عروة، عن أمه أسماء: أصح، وأكثر شهرة، لا سيما وقد أخرجه الشيخان، واكتفيا به، فقد رواه عن هشام به جمع كبير من الثقات والحفاظ، لكن قد رواه عن هشام بالوجهين: سفيان بن عيينة، وابن أبي الزناد، وعبدة بن سليمان، وإن كان قد قصر الأخير بإسناده الأول فأرسله، وهذه عندي قرينة، على أن هشاما حدث به بالوجهين، لا سيما وقد رواه عنه بالوجه الثاني جماعة من الثقات، منهم رجل من ثقات أهل المدينة، وهو يعقوب بن عبد الرحمن؛ نعم، لم تشتهر هذه الطرق، لكن يبقى أنا لا نستطيع الجزم بوقوع الوهم فيها، مع تتابعها، ويمكن القول بأن هشاما كان غالبا ما يحدث به على الوجه الأول، دون الثاني؛ يعني: عن أبيه عروة، دون امرأته فاطمة، والله أعلم.

* وهم في إسناده، من جعله من مسند عائشة:

رواه أبو معاوية الضرير [محمد بن خازم: ثبت في الأعمش، ويهم في حديث غيره]، وسفيان الثوري [وعنه: مصعب بن ماهان، ومحمد بن كثير العبدي؛ وهو أيضا غريب من حديث الثوري]:

عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ أن أسماء سألت النبي عن أم لها مشركة، قالت: جاءتني [من مكة] راغبة راهبة؛ أصلها؟ قال: «نعم».

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (١/ ٤٩٥/ ٨١٥)، وابن حبان (٢/ ١٩٨/ ٤٥٣)، وأبو موسى المديني في اللطائف (٧٥) و (٩٣١). [الإتحاف (١٧/ ٣٧٠/ ٢٢٤٢٩)، المسند المصنف (٥/٣٩/١٨٥٨٨)].

<<  <  ج: ص:  >  >>