الصيدلاني الحنبلي: مشهور، معروف بالرواية عن أبي بكر المروذي، روى عنه جماعة من الثقات، منهم أبو بكر الآجري. انظر: [تاريخ بغداد (٦/٦ - ط الغرب) وغيره]، يقول: سمعت أبا بكر المروذي [أحمد بن محمد بن الحجاج، صاحب أحمد بن حنبل، قال الخطيب:«هو المقدم من أصحاب أحمد لورعه وفضله»، وقال الذهبي:«أحد الأعلام، وأجل أصحاب أحمد بن حنبل، كان من كبار علماء بغداد»، ونعته في السير بقوله:«الإمام، القدوة، الفقيه، المحدث شيخ الإسلام». تاريخ بغداد (٦/ ١٠٤ - ط الغرب)، طبقات الحنابلة (١/ ٥٦)، تاريخ الإسلام (٦/ ٤٩٤ - ط الغرب)، السير (١٣/ ١٧٣)]، يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، يقول:«أربعة أحاديث تدور عن رسول الله ﷺ في الأسواق، ليس لها أصل: من بشرني بخروج آذار بشرته بالجنة، ومن آذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة، ونحركم يوم صومكم، وللسائل حق وإن جاء على فرس».
قلت: وهذا إسناد صحيح إلى الإمام أحمد؛ فهو صحيح عنه، قد رواه عنه أحد أجل أصحابه، والمقدمين فيه، ويؤيد ذلك أنه قد وافقه عليه في هذا الحديث: ابن عبد البر، وأنه لا يثبت في هذا الباب حديث.
وممن نقله ولم ينكره: ابن الصلاح في مقدمته على علوم الحديث (٢٦٥)، وابن عبد الهادي في التنقيح (٣/ ١٥٦)، وابن القيم في المنار المنيف (٢٨٠)، وفي بدائع الفوائد (٣/ ١١٥٢)، والسبكي في طبقات الشافعية (٢/ ١٥٠). وقال ابن مفلح:«رواه أحمد، وقال: ليس له أصل».
وادعى ابن بهادر الزركشي أن في صحة هذا النقل عن أحمد نظرا، لكونه أخرج هذا الحديث في مسنده. [انظر: اللآلئ المنثورة (٣٢)].
وقال ابن الملقن في التوضيح (١٨/ ٥٩٥): «وقد ثبت في المقنع بعضها مروي بأصل».
وقال أبو الفضل العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (١٥٦٤): «لا يصح عن أحمد، فقد أخرج حديث الحسين بن علي في مسنده».
وقال في شرح التبصرة (٢/ ٧٦): «وهذا لا يصح عن أحمد، وقد أخرج أحمد في مسنده هذا الحديث الرابع، … »، فذكره، ثم قال:«وهو إسناد جيد، … ».
قلت: تقدم بيان ما في إسناده من الضعف والاضطراب، وأنه لا يثبت في هذا الباب حديث؛ كما قد صح ذلك عن أحمد بإسناد صحيح.
وقال ابن عبد الهادي في التنقيح (٣/ ١٥٦): «وهو حديث لا يثبت عن النبي ﷺ».