قلت: يحيى بن آدم: ثقة حافظ، وفي روايته زيادة معنى، حيث ضبط فيه زهير موضع لقياه لشيخه، حيث وجد سفيان الثوري عنده، وسفيان إنما لقي مصعب بن محمد بن شرحبيل المكي، ولم يلق يعلى بن أبي يحيى، فإن قيل: وقع في رواية ابن الجعد: حدثني مولى لفاطمة بنت الحسين، فيقال: لعل زهيرا أو من دونه: توهم أن الشيخ الذي حدثه هو مولى فاطمة، وإنما هو شيخه، وعرف ذلك بمذاكرة هذا الحديث مع أقرانه.
وعليه: فالذي يظهر لي: أن هذا هو أحد وجوه الاختلاف على مصعب، مما يغلب على الظن أنه هو الواهم في إسناد هذا الحديث، وأنه لم يكن يقيمه.
فهو حديث ضعيف، مضطرب، ومداره على رجل مجهول.
• وروي عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن علي؛ من وجه آخر، ولا يصح [أخرجه تمام في الفوائد (١٧٦٧)] [وهو حديث باطل؛ تفرد به عن آل البيت وآل العباس، وفيهم من يجهل: محمد بن زكريا الغلابي، وهو متروك، متهم بالوضع. اللسان (٧/ ١٣٩)، شعب الإيمان (١/ ٢٤٧)، دلائل النبوة للبيهقي (١/ ١٣٩) و (٢/ ٤٢٧)].
ج ولا يثبت في هذا الباب حديث؛ نذكر منها جملة على وجه الاختصار:
١ - حديث أنس [أخرجه أبو جعفر ابن البختري في ستة مجالس من أماليه (١٠٢)، وأبو الحسن الواحدي في التفسير الوسيط (٤/ ٥١٢)، وأبو منصور الديلمي في مسند الفردوس (٣/ ١٣٨/ ٩٤٩ - زهر الفردوس)] [من طريقين عن أبي هدبة، عن أنس بن مالك ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أتاك السائل على فرس باسط كفه؛ فقد وجب الحق ولو بشق تمرة»] [وهو حديث كذب موضوع، أبو هدبة إبراهيم بن هدبة: كذاب خبيث، دجال من الدجاجلة، كان يضع الحديث على أنس، ولم يره، لم يكن يعرف بالحديث، ولا بكتابته، إنما كان رقاصا بالبصرة، فلما شاخ زعم أنه سمع من أنس، وجعل يضع عليه. انظر: اللسان (١/ ٣٧٧)، وقال ابن حجر في زهر الفردوس:«أبو هدبة كذاب»].
٢ - حديث الهرماس بن زياد [أخرجه ابن قانع في المعجم (٣/ ٢١١)، وابن حبان في الثقات (٧/ ١٩٥)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٠٣/ ٥٣٥)] [وهو حديث باطل؛ تفرد به عن عكرمة بن عمار: عثمان بن فائد، وهو: منكر الحديث، بل متهم بالوضع. راجع: ترجمته في فضل الرحيم الودود (١٣/١٧/١٤٠١)، والراوي عنه: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي؛ ابن بنت شرحبيل: صدوق، له مناكير، مكثر من الرواية عن الضعفاء والمجهولين] [تنبيه: تحرف على ابن حبان عثمان هذا، فوقع له: عثمان بن زائدة، فترجم له في ثقاته بهذا الحديث، ثم قال:«أخاف أن يكون هذا عثمان بن فائد»].
٣ - حديث ابن عباس [أخرجه ابن عدي في الكامل (١/ ٤٢٠)(٢/١٧/١٥٩٠ - ط الرشد)] [قال ابن عدي]: وهذا الحديث أيضا معروف بغير إبراهيم هذا، عن إبراهيم بن يزيد، سرقه ممن هو معروف به، وسليمان المذكور في هذا الإسناد هو سليمان بن أبي