• وانظر أيضاً في الأوهام على أبي الزبير، مما رواه المجاهيل، أو ما رواه المتروكون عن أبي الزبير: ما أخرجه العقيلي في الضعفاء (٣/٤٩).
• وروى سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، أن النبي ﷺ قال: «ما من صاحب إبل لا يؤدي حقها، ومن حقها حلبها يوم وردها؛ إلا بطح لها بقاع أو بصعيد قرقر، فتستن عليه، تطؤه بأخفافها، كلما مضى آخرها رُدَّ عليه أولها.
وما من صاحب بقر لا يؤدي حقها، ومن حقها حلبها يوم وردها؛ إلا بطح لها بقاع أو بصعيد قرقر، فتستن تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها، كلما مضى آخرها رد أولها. وما من صاحب غنم لا يؤدي حقها، ومن حقها حلبها يوم وردها؛ إلا بطح لها بقاع أو بصعيد قرقر، تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها، ليس فيها جماء، ولا مكسورة القرن. وما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا مثل له يوم القيامة شجاع أقرع فاغراً فاه، يطلبه وهو يفر منه، ويقول: أنا كنزك الذي خبأته، ولا ينتهي حتى يضع يده في فيه».
أخرجه ابن أبي عمر العدني في الإيمان (٧٢).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
• خالف ابن عيينة فوهم في إسناده:
محمد بن مسلم الطائفي، فرواه عن عمرو بن دينار، عن ابن الزبير، أن رسول الله ﷺ قال: «ما من صاحب إبل لا يؤدي حقها في رسلها ونجدتها؛ إلا جيء به يوم القيامة حتى يبطح لها بقاع قرقر، تطؤه بأظلافها، كلما نفدت [وفي الأصل: بقرت، والتصحيح من كشف الأستار (٨٧٩)] أولاها أعيدت عليه أخراها، حتى يقضى بين الناس أو يرى سبيله».
وفي رواية الطبراني: أن عبد الله بن الزبير، قال: إن رسول الله ﷺ قال: «ما من صاحب إبل إلا يؤتى به يوم القيامة إذا لم يكن يؤدي حقها، فتمشي عليه بقاع، تطؤه بأخفافها. ويؤتى بصاحب البقر إذا لم يكن يؤدي حقها، فتمشي عليه بقاع، تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها. ويؤتى بصاحب الغنم إذا لم يؤدي حقها، فتمشي عليه بقاع، فتنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها؛ ليس فيها جماء ولا مكسورة القرن. ويؤتى بصاحب الكنز فيمثل له شجاع أقرع، فلا يجد شيئاً فيدخل يده في فيه».
أخرجه البزار (٦/ ١٦١/ ٢١٩٩)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٢٣٣/ ١٤٨٦١).
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث ابن الزبير إلا بهذا الإسناد، ولم نسمعه إلا من حديث أبي حذيفة، عن محمد بن مسلم».
وقال الطبراني: «رواه عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير الليثي، عن النبي ﷺ؛ مرسلاً».
قلت: هذا حديث منكر تفرد به محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار، والطائفي: صدوق، يخطئ إذا حدث من حفظه، وله غرائب عن عمرو، وقد ضعفه أحمد على كل حال، من كتاب وغير كتاب، كما أنه كثيراً ما يخالف سفيان بن عيينة في عمرو بن دينار. [انظر: التهذيب (٣/ ٦٩٦)، الميزان (٤/٤٠)، التقريب (٥٦٤)].