• وبمجموع هذه الطرق عدا الواهي منها والشاذ؛ يتبين أن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار: قد حفظ هذا الحديث وضبطه، ولم يهم في شيء منه؛ فهو حديث صحيح محفوظ، قد قصر به مالك حين أوقفه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
كما أن لحديث عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار شواهد تؤكد صحته:
• ومن شواهده:
١ - حديث جابر بن عبد الله:
رواه ابن جريج: أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصاري، يقول: سمعت رسول الله ﷺ، يقول: «ما من صاحب إبل، لا يفعل فيها حقها، … »، فذكر الحديث في عقوبة مانعي زكاة الإبل والبقر والغنم؛ إلى أن قال: «ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه، إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعاً أقرع يتبعه فاتحاً فاه، فإذا أتاه فر منه، فيناديه: خذ كنزك الذي خبأته، فأنا عنه غني، فإذا رأى أن لا بد منه، سلك يده في فيه، فيقضمها قضم الفحل»، الحديث بطوله.
أخرجه مسلم (٩٨٨)، ويأتي تخريجه تحت الحديث رقم (١٦٦١).
ورواه بنحوه مع موضع الشاهد: عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً.
أخرجه مسلم (٩٨٨)، ويأتي تخريجه تحت الحديث رقم (١٦٦١).
٢ - حديث ثوبان:
رواه يزيد بن زريع، وعطاء بن عبد الوهاب الخفاف:
عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، أن نبي الله ﷺ، كان يقول: «من ترك بعده كنزاً مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان، يتبعه يقول: ويلك ما أنت؟ فيقول: أنا كنزك الذي تركته بعدك، فلا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها، ثم يتبعه سائر جسده».
تقدم تخريجه في آخر طرق حديث أبي هريرة، وهو حديث صحيح.
٣ - حديث ابن مسعود:
رواه الشافعي، والحميدي، وعلي بن المديني، ومحمد بن أبي عمر العدني، وعبد الجبار بن العلاء، ومجاهد بن موسى، والحسين بن أبي زيد البغدادي [وهم ثقات]، وفيهم جماعة من الأئمة من [أثبت أصحاب ابن عيينة]، وغيرهم:
حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن أعين، وجامع بن أبي راشد، سمعا شقيق بن سلمة، يخبر عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله ﷺ قال: «ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله، إلا مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع، حتى يطوق عنقه»، ثم قرأ علينا رسول الله ﷺ مصداقه من كتاب الله تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ الآية [آل عمران: ١٨٠]. لفظ العدني، وبنحوه لفظ الحميدي.